قال: وأنشدني الأوسي للجلحي، وكل من خثعم:
يا نفس حني فقد أمسيت مفردة … عن من بُليت بذكراه وعُدِّيتِ
عمَّن تودين حتى أنتِ صادية … لا ترتوين ولو في الجم خليتِ
سِيْقَتْ لقتلك مثل الريمَ واضحة … أصباب حين قضاءُ الله موقوتِ
رعَبوبة الخلَق معْطار إذا برزت … بين البيوت مشّت فىٍ حسن تسميتِ
يا جُملُ هل أنت قَبل الموت ساقيتي … كأس الحياة نَعَم ياجمل لو شيتِ
أحييت نفسا كما أبتتها قعصا … بمرهف من سهام الموت حيتوتِ
وأنشدني الشهراني والعقيلي لكعب بن مشهور الخثعمي أحد بني المخبل:
أفي كل يوم أنتَ من بُرح الهوى … إلى الشَّمّ من أعلام ميلاء ناظرُ؟
طوامس يعلوها القتام كأنها … قطار نبيط من خراسان صادر
بعبن مُعَنَّاة بميلاء لم يزل … لها منذ ناءت من قذى العين عاير
مراها القذى والشوق حتى كأنما … بها كمن أو طرفها متجازر
تمفى المُنى حتى إذا أفنت المُنى … جرى هلل من دمعها متبادر
كما أرفصْ هُلْكا بعد ماضُم ضمة … بحبل الفتيل اللؤلؤ المتناثر
وباكٍ على من لا تواتيك داره … ورام بعينك الفِجاج فزافر
نعم ليس لي من ذاك بد وإنني … على ذاك إلا جولة الدمع صابر
دعى القلب من ميلاء فانقاد نحوها … كما أنقاد في الحبل الجنيب المساير
نسيم كإيماض الصبير ومنطق … خفيض ومكسور من الطرف فاتر
وقال: أنشدني جماعة من خثعم لكعب بن مشهور المخبلي من جليحة:
خليلي والراقي عن العرض قابل … لذى البث من أشياعه المُتَبَرّم
قفا فاسألا الأطلال بين أسلة … الردَّاه وهضب العالة المتثلم
متى العهد من ميلاء أو هل لهائم … بميلاء ذاق النأي من متلوم
فإن هو لم ينطق وكان جوابه … بنات الصدى يانمن من كل مأتم
فقولا لباقي رسم ميلاء باللوى … لوى الهضب بين المغر والمتخرم
خيام تهف الريح في حجراتها … ونيَّ لطوق الفضة المتفصم
عليك السلام أيها الربع بالِلّوى … وحييت مسؤولا وإن لم تكلم