للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وأنشدني الأوسي للجلحي، وكل من خثعم:

يا نفس حني فقد أمسيت مفردة … عن من بُليت بذكراه وعُدِّيتِ

عمَّن تودين حتى أنتِ صادية … لا ترتوين ولو في الجم خليتِ

سِيْقَتْ لقتلك مثل الريمَ واضحة … أصباب حين قضاءُ الله موقوتِ

رعَبوبة الخلَق معْطار إذا برزت … بين البيوت مشّت فىٍ حسن تسميتِ

يا جُملُ هل أنت قَبل الموت ساقيتي … كأس الحياة نَعَم ياجمل لو شيتِ

أحييت نفسا كما أبتتها قعصا … بمرهف من سهام الموت حيتوتِ

وأنشدني الشهراني والعقيلي لكعب بن مشهور الخثعمي أحد بني المخبل:

أفي كل يوم أنتَ من بُرح الهوى … إلى الشَّمّ من أعلام ميلاء ناظرُ؟

طوامس يعلوها القتام كأنها … قطار نبيط من خراسان صادر

بعبن مُعَنَّاة بميلاء لم يزل … لها منذ ناءت من قذى العين عاير

مراها القذى والشوق حتى كأنما … بها كمن أو طرفها متجازر

تمفى المُنى حتى إذا أفنت المُنى … جرى هلل من دمعها متبادر

كما أرفصْ هُلْكا بعد ماضُم ضمة … بحبل الفتيل اللؤلؤ المتناثر

وباكٍ على من لا تواتيك داره … ورام بعينك الفِجاج فزافر

نعم ليس لي من ذاك بد وإنني … على ذاك إلا جولة الدمع صابر

دعى القلب من ميلاء فانقاد نحوها … كما أنقاد في الحبل الجنيب المساير

نسيم كإيماض الصبير ومنطق … خفيض ومكسور من الطرف فاتر

وقال: أنشدني جماعة من خثعم لكعب بن مشهور المخبلي من جليحة:

خليلي والراقي عن العرض قابل … لذى البث من أشياعه المُتَبَرّم

قفا فاسألا الأطلال بين أسلة … الردَّاه وهضب العالة المتثلم

متى العهد من ميلاء أو هل لهائم … بميلاء ذاق النأي من متلوم

فإن هو لم ينطق وكان جوابه … بنات الصدى يانمن من كل مأتم

فقولا لباقي رسم ميلاء باللوى … لوى الهضب بين المغر والمتخرم

خيام تهف الريح في حجراتها … ونيَّ لطوق الفضة المتفصم

عليك السلام أيها الربع بالِلّوى … وحييت مسؤولا وإن لم تكلم

<<  <  ج: ص:  >  >>