دعتك دواعي أم عمرو لو دعت … صدى بين أرماس لظل يجيبها
فيا أُم عمرو ثوْبي ذا قرابة … أثابك جنات النعيم مُثيبها
أثيبي فتى يغدو مع الشمس شوقه … مرارًا ويأتيه بشوق غُرُوبُها
له زفرة يا أم عمرو وعبرة … يُبلَّى به يا أم عمرو دبيبها
يقولون: بعض الناس يشقى من الهوى … ألا لا يداوي النفس إلا حبيبها
كما لا يداويني من الشوق والهوى … من الناس إلا أم عمرو وطيبها
رداح تضيء البيت حسنا إذا بدت … مضمَّخةً بالزعفران جيوبها
تصيد بكفيها القلوب إذا رمت … وَتُرْمَى فتخطي النبل أولا تصيبها
خليلي ما من حيبةٍ تريانها … بجسمي إلا أم عمرو طبيبها
فما أم عمرو حين تمسي ببلدة … من الأرض إلا مثل غيث يصيبها
دنا مطر أو أم عمرو قريبة … بذلك إرباب الرياح وطيبها
إذا كنتَ للريح الدروج بمنسم … أتتك بريَّاها فطاب هبوبها
تخطَى إلينا شُمَّخا مشمخوة … تضوَّغ ريح الضيمران لهوبها
منعَّمة لا يخرق البرد طولها … ولا قصر في أم عمرو يعيبها
تدق الخلاخيل المُلاحَم صوغها … برعَبوبة الساقين درم كعوبها
وتلوي إزار القز منها بدعصة … مُبتَّلة عز الرمال كثيبهما
إذا هي صافت لم تعلي سمانةً … وإن شحبت لم يبد عيبا شحوبها
يهون عليها أن تبيت خميصة … وللضيف أو بعض العيال نصيبها
لزوم لأزرار القميص مشيحة … عليه إذا ما الهُوْجُ ضاعت جيوبها
تنام عن الزاد المعجل نفعه … وتُضحي وأيدي المُوقظات تنوبها
فيا أم عمرو ما تمر ظعينة … مشرقة إلا وقلبي جنيبها
عليّ يمين لا أقول قصيدة … من الشعر إلا أُمُّ عمرو شبوبها
فهل تجزيني أم عمرو علاقتي … بها واشتهاري كل واشٍ يعيبها
وقولي إذا مازلَّت النعل زلة … أيا أم عمرو دعوة لا تجيبها
أُحِبُّكِ ما كان الصبا عيشة الفتى … وما حيكت الأبراد شتى ضروبها