١ - أن جميع الأشعار الواردة في الكتب التي تقدم ذكرها يمكن إرجاعها إلى شاعر واحد لما بينها من الاتفاق في كثير من الأبيات والتشابه من وجه آخر.
٢ - أن الباحث لا يجد في المصادر المذكورة ما يعول عليه لمعرفة ما يوضح جوانب لا بد من معرفتها عن كعب المخبل القيسي، فصاحب "الأغاني" - وأكثر من جاء بعده يرجج إليه - سماه كعبا وقال: بأنه رجل من قيس، وأن منزلة ومنزل أهله في الحجاز، وأنه رمى بنفسه نحو الشام حياء حين وقع في غرام أخت زوجته. ويأتي الآمدي فيصرح بجهله ونسبه ولم يأت المرزباني بشيء أكثر مما ذكره صاحب "الأغاني" وإلى كتاب آخر للقاضي وكيع، ومن الممكن أن يقال بأن كلمة "اليعبسي" مصحفة عن "القيسي" ولكن ماذا يقال عن كلمة "المخبل العبدي"، ومثل هذا يقال عما أورد داود الأنطاكي في "تزيين الأسواق" وتقدم كلامه.
وهذان الأمران يحملان على الجزم بأن كعبا المخبل لا يزال مجهولا ولكن كعب بن مشهور المخبلي قد أوضح الهجري من جوانب حياته ما يحمل على الجزم بأنه هو صاحب الشعر الذي تقدمت الإشارة إليه؛ إذ جاء في كتابه ما نصه: كعب بن مشهور المخبلي من جليحة خثعم صاحب ميلاء وتغرب بمصر، ويورد ذكره في مواضع من كتابه فيكتفي بنسبه إلى قبيلة خثعم كان يقول: كعب بن مشهور الخثعمي أحد بني المخبل، وقد يورده منسوبا إلى جليحة الفرع المعروف من أكلب من خثعم مضيفا: صاحب أم عمرو ويسميه، وفي كتاب الهجري له مقطوعات من الشعر نحو مائة واثنين وثلاثين بيتا، ومنها ما يتفق مع كثير من الشعر الوارد في "الأغانى" وفي غيره من الكتب التي سبقت الإشارة إليها، انتهى.
ونختار من شعر كعب هذه القصائد:
قال الهجرى: وأنشدني لصاحب أم عمرو وهو كعب بن مشهور المخبلي (١):
(١) انظر كتاب التعليقات والنوادر، تحقيق حمد الجاسر.