للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فرواه عنه رجل من أهل الشام، ثم خرج بعد ذلك الشامي يريد مكة فاجتار بام عمرو وأختها ميلاء، وقد ضل الطريق، فسلم عليهما ثم سألهما عن الطريق فقالت أم عمرو: يا ميلاء صفي له الطريق، فذكر - لما نادت يا ميلاء شعر كعب هذا فتمثل به فعرفت أم عمرو الشعر وسألت عن قائله ومكانه فأخبرها فطلبت منه أن يذهب معها إلى إخوتها، فذهب معها وأخبرهم فأكرموه وطلبوا كعبا فوجدوه بالشام، فأقبلوا به حتى إذا كانوا في ناحية ماء أهلهم إذا الناس قد اجتمعوا عند البيوت وكان كعب قد ترك بنيا لهم صغيرا، فزحمه غلام. منهم في ناحية الماء، فقال له كعب: ويحك يا غلام من أبوك؟ فقال: رجل يقال له كعب، قال وعلى أي شيء قد اجتمع الناس؟ وأحس قلبه الثر، قال: اجتمعوا علي خالتي ميلاء. قال وما قصتها؟ قال: ماتت. فزفر رفرة مات منها مكانه، فدفن حذاء قبرها، وأورد له القصيدة التي مطلعها:

خليلي قد قست الأمور ورمتها … بنفسي وبالفتيان كل زمان

ويورد صاحب كتاب "مصارع العشاق" هذه القصة، وهذا الشعر تحت عنوان "عاشق أخت روجته" منسوبا لكعب بن مالك من بني لاب بن شاس (١).

ويأتي بعده صاحب كتاب "تزيين الأشواق في أخبار العشاق"، فيورد فصلا بعنوان: "أخبار كعب وصاحبته ميلاء" ويبدأ بقوله: "هو أبو خثعم كعب بن مالك أو عبد الله أو خثعم بن لابي بن رباح بن ضمرة طائي من عرب الحجاز يعرف بالمخبل، وكان جوادا سخيا شجاعا مألوف الصورة" (٢). ثم يذكر قصة حبة وعشقه وهروبه إلى الشام وعودته ويورد بعضًا من شعره.

وقد استعرض أستاذنا حمد الجاسر هذه المصادر التي عنيت بتدوين هذا الشعر وقال: إنه يمكن إرجاعه إلى شاعر واحد وهو: كعب بن مشهور المخبلي، وهذا نص ما قال (٣): اتضح لي مما تقدم أمران:


(١) ج ٢، ص ١٤٠.
(٢) داود الأنطاكي، ج ١، ص ١٧٠.
(٣) كعب بن مشهور، مجلة العرب، س ٢٦، ج ٥، ٦، "١٤١١ هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>