للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعد الوراق وهو عبد الله بن عمرو " ١٩٣/ ٢٧٤ هـ" وابن سعد يرويه عن علي بن الحسن بن أيوب النبيل، وهذا تلقى الشعر عن رباح بن قطب بن زيد الأسدي، وسلسلة هؤلاء الرواة تفهم أن الشاعر أدرك القرن الثاني الهجري" (١).

وقد أكثر الخلاف في نسبه وشعره إلى أكثر من شاعر، قال الآمدي (٢): كعب ابن المخبل وجدته في مقطعات الأعراب ولا أعرف نسبه ووجدت له:

يقول لي المولى الذي كنت أنتهي … له حين ينهى والنصيح المؤامر

وذكر بعد هذا البيت أربعة أبيات على الوزن نفسه والقافية، وقال المرزباني في معجم الشعراء (٣): "كعب بن المخبل حجازي إسلامي أحد المتيمين المشهورين بالعشق".

وأورد صاحب الأغاني في ترجمة المخبل القيسي خبر وقوعه في حب ابنة عم له تدعى ميلاء فقال (٤): كانت عند رجهل من قيس يقال له: كعب - بنت عم له وكانت أحب الناس إليه فخلا بها ذات يوم فنظر إليها وهي واضعة ثيابهها، فقال: يا أم عمرو، هل ترين أن الله خلق أحسن منك؟ قالت: نعم، أختي ميلاء وهي أحسن مني. قال: فإني أحب أن أنظر إليها، فقالت: إن علمت بك لم تخرج إليك ولكن من وراء الستر ففعل، وأرسلت إليها فجاءتها، فلما نظر إليها عشقها وانتظرها حتى راحت إلى أهلها فاعترضها فشكا إليها حبه، فقالت: والله يا ابن عم ما وجدت من شيء إلا وقد وقع لك في قلبي أكثر منه وواعدته مرة أخرى فأتتها أم عمرو وهما لا يعلمان، فرأتهما جالسين، فمضت إلى إخوانها - وكانوا سبعة - فقالت: إما أن تزوجوا ميلاء كعبا، وإما أن تكفوني أمرها. وبلغهما الخبر، ووقف إخوتها على ذلك فرمي بنفسه نحو الشام حياء منهم، وكان منزلة ومنزل أهله بالحجاز، فلم يدر أهله أين ذهب، فقال كعب في غربته:

أفي كل يوم أنت من لاعج الهوى … إلى الشم من أعلام ميلاء ناظر


(١) الهجرى "التعليقات والنوادر، تحقيق حمد الجاسر، ص ٨٠٧.
(٢) المؤتلف والمختلف، ص ١٧٨.
(٣) ص ٣٤٥.
(٤) الأغاني، ج ٢٠، ص ٢٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>