جارية أبي زرع؟ لا تنث حديثنا تنثيثا، وفي رواية "لا تبث حديثنا تبثيثا" ولا تنقت ميرتنا تنقيتا ولا تملأ بيتنا تعشيشا.
قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان تحت خصرها برمانتين، فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلًا سريا ركب شريا وأخذ خطيا، وراح علي نعما ثريا، أعطاني من كل رائحة زوجا وقال: كلي أم زرع وميري أهلك فلو جمعت كل شيء أعطاني ما بلغ آنية أبي زرع.
ولست هنا بصدد دراسة لغة خَثْعم، فهذا أمر يحتاج إلى كتاب كبير، وإنما أوردت هذه الأمثلة للاستشهاد بها على فصاحة خَثْعم
مشاهير بني خَثْعم قديمًا
قبيلة كقبيلة خَثْعم عرفت بكثرة الفروع منذ العصر الجاهلي إلى اليوم، فقد أطلق على أحد فروعها في العصر الجاهلي شهِرّان العريضة لكثرتها. من البديهي أن يكون مشاهيرها كثيرين، لكن تاريخ قبائل الجزيرة العربية لَمْ يحظ بالتدوين والتسجيل في عصور التدوين مما أدى إلى ضياع الكثير منه، ومع هذا لَمْ ينس علماء ذلك العصر هذه القبيلة، فقد خصها الإمام محمد بن سَلَمَة اليشكري مؤلف أسماه "أخبار خَثْعم وأنسابها وأشعارها" لكنه فقد ولم يصل إلينا، وهذا مما يدلُّ على قوتها وشهرتها وكثرة مشاهيرها في ذلك الزمان، ولو تتبعنا صفحات التاريخ لوجدنا من رجال هذه القبيلة من خاض غمار الحرب وعرف بين أقرانه بالشجاعة والفروسية. ولوجدنا منهم الصحابة والتابعين، والفرسان الذين حملوا راية الجهاد أيام الفتوحات الإسلامية وغير هؤلاء الكثير. وقد اقتصرت على المشاهير قديمًا - حتى لا يتوسع البحث ويأخذ حيزا كبيرًا - ثم أوردتهم على ثلاثة أقسام: