للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعباس بن أَنس رثاء مؤثر في ابن عمه: عبد الله بن خازم السُّلَمي، القائد المحنَّك وبطل الحروب المغوار الذي أوقع به دهاء عبد الملك بن مروان؛ حينما حافظ على كلمة الشرف فلم يقبل أن ينقض بيعته لعبد الله بن الزبير؛ برغم المغريات الكبيرة التي قدمها له عبد الملك. وقد فصَّلْنَا ترجمة حياته في فَصْلِ: (أمراء وزعماء ومحتسبون وفرسان وقادة وولاة وموظفون من بني سُلَيْم).

يقول عباس بن أَنس يرثي عبد الله بن خازم:

نفسي الفدا لعبد الله إذ جشأت … نفسُ الجبان وضأق الورد والصدرُ

كان الْمُحَافِظَ والحامي حقيقتنا … إذا الكماة ارجحنوا والقنا كِسَرُ

وضاقت الخيل تردي في أعنتها … خزر العيون ولما ترشح العذرُ

حَامَي وخاض حياض الموت معتزمًا … بالسيف .. يخطر حتى عَزَّهُ النفرُ

وفر أصحابُهُ عنه وأسْلَمَهُ … للشانئين صروف الدهر والقدرُ

فصادف الموتَ محمودًا أخا ثقة … كأنَّ غُرَّتَهُ في القسطل القمرُ (١)

وقصيدة عباس بن أنَس هذه تجري مجرى سائر قصائد بني سُلَيْم الذين اطلعت على أشعارهم في الجاهلية والإسلام، من حيث جمالُ الأسلوب، وحصافة المعاني، وجزالة البيان، ووضوح المقاصد والأهداف، وعدم التعثر في حُوشِيِّ (٢) الكلام ولا وُحْشِيِّه.

موسى بن عبد الله بن خازم السَّلَمي

شاعر مُجيدٌ من شعراء بني سُلَيْم في صدر الإسلام، وهو ابن القائد البطل عبد الله خازم.

لموسى قصيدة عصماء رثي بها أخاه (محمد بن عبد الله بن خازم) الذي قُتِل في ولاية والدهما لخراسان:

ذكرتُ أخي والخِلْوَ ما أصابني … يَغطُّ ولا يدري بما في الجوانحِ


(١) معجم الشعراء، ص ١٠٣ و ١٠٤.
(٢) حوشي الكلام: غامضه.

<<  <  ج: ص:  >  >>