الحد الغربي بين الطرفين هو جبل أبو حجاج السلوم على الحدود المصرية الليبية وهو الفاصل بين أملاك القبيلتين، وقال بعض الرواة أن الحد الفاصل عند رأس الملح، وبذلك استوطن أولاد علي الصحراء الغربية لمصر وتركوا ديارهم في الجبل الأخضر فاستولى عليها العبيدات ومن عاونهم من فروع الحرابي الأخرى، وكان نزول أولاد علي لصحراء مصر عام ١٦٧٠ م كما يؤكد الرواة، وكان السبب الرئيسي هي تلك المعركة أو نتائجها المباشرة.
[حرب أولاد علي والفوايد في صحراء مصر الغربية]
الفوايد من السعادي وعند نزوحهم من برقة إلى صحراء مصر ضربوا خيامهم وزاحموا أولاد علي الذين سبقوهم التوطن في تلك النواحي، وقد شاهد الفوايد عشائر أخرى مهضومة مثل المرايم وهم بطن من العبيدات (الحرابي) والشاهنة والدقيات والأخيرتين من المرابطن، وقد تمكن أولاد علي من عدم تمكين الفوايد بالاستقرار في الصحراء الغربية فهاجروا إلى نواحي الفيوم والمنيا، ولكنهم بعد ذلك شنوا حربًا قوية على أولاد علي بعد استقرارهم وجمع قواهم، ولأنهم كانوا ما زالوا متأثرين من حروبهم مع الجبارنة (من السعادي)، وقد أدت هذه الحرب إلى تخليص عشائر الشاهنة والدقيات والمرايم من سيطرة أولاد علي، وكانت المعركة قرب بطومة بالصحراء الغربية، وقالت قارعة الطبل فيلوغة.
"وأضحى من جديد يسير ألا يوم بطومة مضى! "، وقد كسب الفوايد هذه المعركة بصعوبة بالغة لأنهم استخدموا فيها الأمهار أي صغرى الخيول في هذه الواقعة، وخاصة أن المسافة كانت بعيدة بين القبيلتين المتحاربتين وهناك مَثَل بدوي يقول:
"يا ويل الأمهار لو طال النهار"، وقد أساء ذلك أيضًا قارعة الطبل من قسوة الفوايد علي الخيول في رحلة الصحراء من الفيوم والمنيا حتى بطومة في صحراء مصر الغربية للقاء أولاد علي فقال: