للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن صح ذلك فإن هذه ميزة عظيمة للحسن المثنى لأن زين العابدين بذلك يكون قد رضي بالحسن المثنى رئيسا لصدقات جده الإمام علي -كرم اللَّه وجهه- وهو كفء لذلك.

كذلك في زمن الحجاج نازعه عمر بن علي في أن يشركه معه فيها فأبى عليه وقال واللَّه لا أغير شرطا اشترطه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي اللَّه عنه.

[مهابته]

تدخل الحجاج في أمر الصدقات في زمن عبد الملك بن مروان. فذهب الحسن المثنى إلى الشام فمكث بباب عبد الملك بن مروان شهرًا لا يؤذن له فذكر ذلك ليحيى ابن أم الحكم وهي بنت مروان. وقال له سأستأذن لك وأرفدك عنده ثم دخل يحيى على عبد الملك بن مروان فاندهش من رجوعه فسأله عبد الملك فقال:

لأمر لم يسعني تأخيره دون أن أخبر به أمير المؤمنين.

قال وما هو؟

قال هذا الحسن بن الحسن بن علي بالباب له مدة شهر لا يؤذن له وإن له ولأبيه وجده شيعة يرون أن يموتوا عن آخرهم ولا ينال أحد منهم ضر ولا أذى.

ثم أمر عبد الملك بإدخاله في الحال.

ودخل فأعظمه وكرمه وأجلسه معه على سريره ثم قال:

لقد أسرع الشيب إليك يا أبا محمد فقال يحيى:

وما يمنعه من ذلك أماني أهل العراق يرد عليه الوفد بعد الوفد يمنونه بالخلافة فغضب الحسن من كلام يحيى وقال له:

بئس الرفد رفدت: ليس كما زعمت ولكن قوم تقبل علينا نساؤنا فيسرع إلينا الشيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>