للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما سمع عمه هذا الكلام وعرف أنه سيفعل وأنه من الفرسان المعدودين لحيره بالخيل وأحضر له جميع ما يلزمه من الأسلحة، وفي الصباح حدثت المعركة ففعل فعلا مشهورًا وكان انتصار جماعته في ذلك اليوم على اللَّه ثم عليه وبعد ذلك أعطاه عمه من الإبل.

وقفة الأربع ودخنة (١)

أقبل قوم من المشرق على ست بيوت من آل جابر شرقي الأحساء (٢)، فلما اقتربوا قام رقيبهم وارتقى جبلا فرأى ست بيوت وفيها ست رجال فقط وعندها ستة قطعان من الإبل، فرجع إلى قومه يبشرهم بالطمع، وقال هنا صيده لا تتعب اللقاف، فأغاروا عليهم ودارت بينهم معركة شرسة لم ينالوا منها أولئك القوم إلا الهزيمة فأنشد أحدهم هذه القصيدة والتي تعتبر ملحمة:

جانا عن المشرق جموع هايله … الكل منهم ناوي الأتلافي

شرّف رقيبتهم وقال مشيرهم … ذي صيده ما تتعب اللقافي

تم صبحونا حزة صبحه بعشيه … من قبل أن ينباج النهار الصافي

فنطحتهم بالجنبيه الملحوحه … رافع بعالي الصوت للأطرافي

جابني زبن القليل محمد … محمد المشهور له ميقافي

وعيالنا ما هي تغور أصواتهم … يروون مذلوق الحديد أرهافي

كله لعين القاطر الجرميه … اللي لها من مشيها زفزافي

ولا لعين ربعنا المتقيظة … اللي تراوز مخرف الخرافي

[كله لعين فيصل ذيب الأقران]

اجتمع ركبان من آل مرة والعجمان واتحدوا وغزو ليأخذوا ثأرا لآل مرة حيث قتل الشيح فيصل المرصف، كان قد قتل في غزوة وتناوخوا مع القوم من الصباح حتى الظهر، وقتلوا منهم من قتل وهرب الآخرون.


(١) هي أربعة جبال متشابهه بالشكل واللون. ودخنة هي هضبة سوداء بجانبها، وتقع شرقي منطقة الأحساء حوالي عشره أكيال تقريبًا.
(٢) من هؤلاء الفرسان محمد الصامل، وأبو ميه وعويضة الأدرم وكلهم من آل جابر

<<  <  ج: ص:  >  >>