للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولَيْسَتْ بِتَارِكَةٍ مَحْرَمًا … وَلَوْ حُفَّ بالأسَلِ الشُّرَّعِ (١)

ولو صَعدَت في ذُرَى شاهِق … تَزلُّ بها العُصْمُ لمْ تُصْرَعِ (٢)

فَبئسَتْ قِعادُ الفَتَى وَحْدَها … وَبئسَتْ مُوفَيِّةُ الأَرْبَعِ (٣)

عبد اللَّه بن بديل (*) الخزاعي

هو عبد اللَّه بن بُديل بن ورقاء بن عبد العُزَّى الخُزاعي، أسلم مع أبيه قبل الفتح، وقال ابن إسحاق: إن قريشًا يوم فتح مكة لجأوا إلى دار بُديل بن ورقاء الخزاعي، وشهد بديل وابنه عبد اللَّه، حُنينًا والطائف وتبوك.

وقتل عبد اللَّه وشقيقه عبد الرحمن بصفين مع الإِمام علي رضي اللَّه عنه، وكان على الرَّجَّالة، وهو من أفاضل أصحاب عليّ وأعيانهم. وهو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد اللَّه بن عامر، في خلافة عثمان سنة تسع وعشرين (٤).

وعبد اللَّه صحابي، كان من الدهاة الفصحاء، انتهت إليه السيادة في خزاعة ويعتبر عبد اللَّه من دهاة العرب (٥).

كان بصفين وعليه درعين ويحمل سيفين، ولم يزل يضرب حتى انتهى إلى معاوية فأزاله عن موقفه فتكاثر عليه أصحاب معاوية، فقتلوه. فكان يقول قبل قتله:


(١) محرما: أي حراما، والحرمة ما لا يحل انتهاكه، وحفَّ: أي أحاط، والأسل: الرماح. والشرع: جمع شارعة من اشرعت الرُّمح نحوه فشرع إذا سددته نحوه وصوبته. ومعناه أنها مولعة بالحرام لا تتركه ولا تقلع عنه ولا يمنعها من إتيانه مانع.
(٢) الذري: جمع ذروة وهي أعالي المشيء. والشاهق: الجبل المرتفع. والعصم: جمع أعصم وهو الوعل الذي في يده بياض. والمعنى أنها قليلة اللحم يابسة البدن إذ صعدت في أعلى الجبل الذي نزل به الوعول، لم تزل قدمها ولم تسقط من فوقه.
(٣) القعاد: ما يقعده الإنسان في بيته. وموفية الأربع: أي معها ثلاث نسوة فتكون هي تمام الأربع - والمعنى أن الذم لا يفارقها بوجه، فإن كانت مفردة فهي مذمومة وإن كان معها غيرها فهي مذمومة أيضًا. حماسة أبي تمام ٢/ ٢٢٩/ شرح التبريزي.
(*) أسد الغابة ٣/ ١٨٤، وقعة صفين ٢٠٥ - ٢٤٥، المحبر ١٨٤، أسد الغابة ١/ ٢٠٣.
(٤) أسد الغابة ٣/ ١٨٤.
(٥) المحبر/ ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>