للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عميرة بالكوفة والمدائن أن بريت الذِّمة من رجل من جيش ابن عميرة لَمْ يواف سفيان بن أبي العالية بالدسكرة، قال: فخرجوا حتى أتوه، أتته خيل المناظر وبعث إلى سفيان بن أبي العالية ألا تبرح العسكر حتى آتيك فتعجل سفيان فارتحل في طلب شبيب فلحقه بخانقين في سفح جبل، على ميمنته خازم بن سفيان الخثعمي من بني عمرو بن شهران و علي ميسرته عديّ بن عميرة الشيباني، وأضمر لهم شبيب، ثم ارتفع عنهم كأنه يكره لقاءه، وقد أكمن له أخاه مصادا معه خمسون في هزم من الأرض، ولما رأى الكمين أن قد جاورهم خرجوا إليهم، فحمل إليهم شبيب من أمامهم وصاح بهم الكمين من ورائهم فلم يقاتلهم أحد، فقاتلهم قتالا شديدًا حسنًا حتى ظن أنه انتصف من شبيب وأصحابه. قال سويد بن سُلَيْم لأصحابه: أمنكم أحد يعرف أمير القوم ابن العالية؟ فوالله لئن عرفته لأجهد نفسي في قتله، فقال شبيب: أنا من أعرف النّاس به، أما ترى صاحب الفُرس الأغر الذي دونه المراميه! فإنه ذلك، فإن كنت تريده فأمهله قليلًا. ثم قال: يا قعنب أخرج في عشرين فأتهم من ورائهم، فخرج قعنب في عشرين فارتفع عليهم فلما راوه يريد أن يأتيهم من ورائهم جعلوا ينتقضون ويتساءلون وحمل سويد بن سُلَيْم على سفيان بن أبي العالية فطاعنه، فلم تصنع رمحاهما شيئًا، ثم اضطربا بسيفيهما ثم اعتنق كل منهما صاحبه فوقعا إلى الأرض يعتركان، ثم تحاجزوا وحمل عليهم شبيب فانكشفوا، وأتى سفيان غلام له يقال له غزوان، فنزل عن برذونه فقاتل دونه غزوان فقتل، وكانت معه رايته. وأقبل سفيان بن أبي العالية حتى انتهى إلى بابل مهروذ، فنزل بها وكتب إلى الحجاج كتابًا يخبره فيه بخبره، فلما قرا الحجاج الكتاب قال: من صنع كما صنع هذا، وأبلي كما أبلي هذا وأحسن. ثم كتب إليه: أما بعد، فقد أحسنت البلاء، وقضيت الذي عليك، فإذا خف عنك الوجع فأقبل مأجورا إلى أهلك والسلام".

[خازم بن سفيان الخثعمي]

هو خارم بن سفيان الخثعمي من بني عمرو بن شهران، قائد مشهور شارك

<<  <  ج: ص:  >  >>