إن حرابة عودة وعامر وإن جعلت لهم صيتا في هذه البلاد بسبب أن كليهما ينتمي لهذ العائلة، إلَّا أنَّها ضعضعت - من حيث النتيجة - قسمًا كبيرًا من نفوذهم؛ لأنَّ العشائر المتقدم ذكرها سعت، على أثر تلك الحرب، لأنَّ تستقل عنهم وتكون لنفسها كيانا مستقلا وقد نجحت فعلًا كما رأيت في تاريخ كلّ منها.
إن أول من نصب شيخًا على النتوش "سُلَيم بن عطية" ثم من بعده نصب ولده سالم، ومن بعد هذا عودة وعامر اللذان سمعت بذكرهما في فصل الحروب. ومن مشايخهم الذين كان لهم شأن يذكر "سليمان العطاونة" إذ كان أشهر من أنجب النتوش من الرجال من حيث الغني والكرم وحل المشاكل. ومن رجالهم المشهورين "جبر بن سالم" فقد حدثوني عنه أنه كان فارسًا مقدامًا يهجم على الخيل مهما كان عددها دون أن يحسب لها حسابًا.
وأما الشيخ علي بن عطية، فإنه اشتهر بالحلم والتقوى وبُعد النظر، حتى أنه كان مرجعًا لعربان السبع ولا سيما التياها منهم. وقد تأهل بامرأة حضرية واستوطن السبع وكان حكام الأتراك يزورونه ويسترشدون بآرائه في كثير من الأمور، وقد عهدوا إليه بكثير من الوظائف كعضوية المجلس العمومي بالقدس، ومجلس الإدارة بالسبع، ورئاسة البلدية. وهو على ما أعتقد أول من علَّم أولاده من البدو. ومنهم الشيخ حسن شيخ العشيرة الحالي، وفريد أفندي الموظف في ديوان المالية بالسبع، وسليم أفندي خريج مدرسة الزراعة في طولكرم.
بلِّي:
بلِّي بطن من قُضَاعة (١)، والنسبة إليهم بلوي، إنهم بنو عمرو بن الحاف بن قُضَاعة بن مالك بن عمرو بن مره بن زيد بن مالك بن حِمْيَر بن سبا، وحمير أخو كھلان، وهما ولدا سبأ. وقد كانت منازلهم شمال الحجاز شرقي جُهَيْنة.
(١) المشهور من قُضَاعة سبعة أحياء: بلِّي وجهينة وكلب وعذرة وبهراء ونهد وجرم.