للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَلا زَعَمَتْ عَلاقَةُ أَنَّ سَيْفِي … يُفَلِّلُ غَرْبَهُ الرَّأْسُ الحَلِيقُ

فَلَوْ شَهِدَتْ غَدَاةَ الكُوْمِ قَالَتْ: … هُوَ العَضْبُ المُهَذْرِبَةُ العَتِيقُ

وقال في شرح البيت الأخير: الكوم: يوم كان لباهلة على بلحارث ومراد وخَثْعم. انتهى.

وكان صاحب جيش بلحارث يوم الكوم هو أبو طلق، قال فيه الشاعر:

يَسُوقُهُمُ أَبُو طَلْقٍ إِلَيْنَا … وَمَا يَدْرِي وَربِّكَ مَا يَسُوقُ

ثم وصف في هذه القصيدة المعركة، وذكر بعض من قتله من الأعداء، وليس في المستطاع تفصيل ما وقع بين الفريقين إلا أن الغلب كان لباهلة كما يظهر من سياق القصيدة.

[باهلة وطيئ]

نقل صاحب "الأغاني" (١) عن أبي عمرو الشيباني والطوسي فيما روياه عن الأصمعي وأبي عبيدة أن رجلا من غني يقال له: قيس الندامى، وفد على بعض الملوك، وكان قيس سيدًا جوادًا، فلما حفل المجلس أقبل الملك على من حضره من وفود العرب فقال: لأضعن تاجي هذا على رأس أكرم رجل من العرب. فوضعه على رأس قيس. وأعطاه ما شاء ونادمه مدة، ثم أذن له في الانصراف إلى بلده، فلما قرب من بلاد طيئ خرجوا إليه وهم لا يعرفونه فلقوه برَمَّان (٢)، فقتلوه، فلما علموا أنه قيس، ندموا لأياد له كانت فيهم، فدفنوه بِرَمَّان، وبنوا عليه بيتًا ثم إن طفيلا جمع جموعًا من قيس فأغار على طيئ؛ فاستاق من مواشيهم ما شاء، وقتل منهم قتلى كثيرة، وكانت هذه الوقعة بين الْقَنَانِ وشرقي سَلْمَى، فذلك قول طفيل في هذه القصيدة:

فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ … مِنَ الغَيظِ فِي أَكْبَادِنَا وَالتَّحَوُّبِ

فَبِالْقَتْل قَتْلٌ والسَّوَامُ بِمِثْلِهِ … وبَالشِّلِّ شَلُّ الغَائِطَ المُتَصَوِّبِ


(١) ١٥/ ٢٨٢ ط الثقافة ببيروت.
(٢) رَمَّان من أشهر جبال منطقة حائل، لا يزال معروفًا انظر قسم شمال المملكة من "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية".

<<  <  ج: ص:  >  >>