للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا نص ما ذكره الأصفهاني، وليس فيه إشارة إلى قبيلة باهلة، إذ شهرة غني فيما يظهر طغت على أخها باهلة، ولكن إذا رجعنا إلى الشعر العربي القديم وجدنا ما يدل على أن قبيلة باهلة كانت قد شاركت أختها في هذه الحروب، فزيد الخيل يقول في قصيدة له:

فَخَيْبَةُ مَنْ يُغِيرُ عَلَى غَنِيٍّ … وبَاهِلَةَ بْنِ أَعْصُرَ وَالرِّكَابِ

وَأدَّى الغُنْمَ مَنْ أَدَّى قُشَيرًا … وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَسْرَى كِلابِ

وقد أجابه طفيل الغنويُّ فقال (١):

سَمَوْنَا بالجِيَادِ إِلَى أَعَادٍ … مُغَاوَرَةُ بَجِدٍّ واعْتصَابِ

نؤمهم عَلى رعب وَشحط … بِقُوْد يَطَّلِعْنَ مِنَ النِّقَابِ

طِوَالُ السَّاعدَيْنِ نَهزُّ لُدْنًا … يَلُوْحُ سِنَانُهُ مِثْلُ الشِّهَابِ

وَلَوْ خِفْنَاكَ مَا كُنَّا بِضَعْفٍ … بِذي خُشُبٍ نُعَزِّبُ والْكُلابِ

وقَتَّلْنَا سَرَاتَهُمُ جهَارًا … وَجِئْنَا بِالسَّبَايا والنِّهَابِ

سَبَايَا طَيِّء مِنْ كُلِّ حَيٍّ … بِمَنْ فِي الفَرْعِ مِنْهَا وَالنِّصَابِ

وما كانتْ بَنَاتُهُمُ سَبِيّا … وَلا رُغبًا يُعَدُّ مِنَ الرِّغَابِ

وقال الأصمعي (٢): كان غَنِيُّ قد أغارت على طيئ بعد وقعة محجر ودخلوا سَلْمى وأجَأ -وهما من جبال طيئ- وسبوا سبايا كثيرة، فقال طفيل في ذلك من قصيدة طويلة:

قَبَائِلُ مِنْ فَرْعَي غَنِيٍّ تَوَاهَقَتْ … بِهَا الخَيْلُ لا عُزْلٌ ولا مُتَأَشَّبِ

أَلا هَلْ أتى أهل الحِجَازِ مُغَارُنَا … على حَيٍّ ورْدٍ وابن رَيَّا المُضَربِ

جَلَبْنَا مِنَ الأَعْرَافِ أَعْرَافِ غَمْرَةٍ … وأَعْرَافِ لُبْنَى الخَيْلَ يَا بُعْدَ مَجْلَبِ

بَنَاتِ الغُرَابِ والوَجِيهِ وَلاحِقٍ … وأَعْوَجَ تَنْمِي نِسْبَةَ المُتَنَسِّبِ


(١) ديوان: ٩٦.
(٢) "ديوان طفيل": ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>