وتفرق أهلها فقامت قلوة مقامها كما قامت القنفدة مقام حلي، والليث مقام السرين، لعل هذا يقودنا إلى استنتاج مفاده أن حروبا طاحنة قامت في هذه المنطقة في حدود الألف الهجري نتج عنها:
١ - دمار حلي وتمزق ساكنيه وقيام كل من القنفدة وكياد مكانه.
٢ - دمار السرين وتمزق أهلها ونزولهم الليث وعمرانه مكان السرين، خاصة أن هناك أسطورة تحكى حول (قبيلة الحضاريت) وأنهم كان جبل ساكني السرين، فنجدهم اليوم من سكان بلدة الليث.
٣ - دمار الخلف والخليف وقيام قلوة مقامها، خاصة إذا وجدت قبائلها وما حولها تسمى الأحلاف فلعله تحالف للبقاء ضد أعداء آخرين.
٤ - تمزق قبيلة بني كنانة العدنانية الكبرى، حيث انضم كثير من فروعها إلى القبائل المجاورة، ونجد شذرات من الأساطير تقول: إن القبيلة الكبرى تعرضت للإبادة، مما شتت جمعها.
[لمحة من تاريخ منطقة قلوة]
خرجنا من عند أمير قلوة بعد أن ألحَّ علينا بالعزومة، فاعتذرنا فعذرنا. جزاه الله خيرا. (والعذر عند كرام القوم مقبول)!
كانت الساعة تقارب الثانية بعد الظهر، فملنا إلى مطعم نظيف في الشارع (١) وهو شارع مزفت حديث نظيف، وكنا نريد أن نأخذ بعض المعلومات من بعض أهل البلاد العارفين، فدللنا على شخص طرقنا بابه، فقيل أنه غير موجود، وكنت على موعد مع شاب من قبيلة الفقهاء كان هاتفني ودعاني لزيارة قلوة، فوعدته هذا اليوم عند الإمارة، ولكنه لم يحضر.