البرداء والعياذ بالله، فعسى أن تزول هذه الأسباب المؤذية فيرتاح سكان ديار سُلَيْم من لذعات البعوض، بتصريف مياه المستنقعات لديهم وتعقيمها والفتك بها بمبيدات الحشرات والمطهرات بصفة مستديمة.
آثار في ديار بني سلَيم
ديار بني سُلَيْم الأصلية، من أقدم الديار المعروفة في جزيرة العرب منذ الجاهلية القريبة من الإسلام حتى اليوم، وقد وصفت هذه الديار بالخصب في التربة وبالآثار العمرانية، ففي جَبَلة ذكروا أنه كانت حصون منكرة، وفي قرية السُّلَيْم، وفي غيرها كذلك.
وقد كنتُ كتبت في كتاب:"بين التاريخ والآثار" عن بعض الآثار التي عُثر عليها في ديارهم وهي عبارة عن صخور منقورة بخط عربي إسلامي قديم، وأحد هذه الصخور - وهو أهمها - أمرٌ من الخليفة العباسي المقتدر إلى وزيره علي بن عيسى بن داود، وهو حجر بيت الله الحرام، ويرجع تاريخه إلى سنة ٣٠٤ للهجرة، وبمطابقتي لما في هذا الأثر مع ما ورد في التاريخ وجدتُ التاريخ المكتوب على الأوراق مطابقًا لما ورد في الحجر المنقور بالأزميل، وقد قرأت هذا الحجر وشرحت هدفه، ونشرت كل ذلك في كتاب:(بين التاريخ والآثار) من الصفحة ٥١ إلى الصفحة ٥٩، ولا بأس من إعادة نشر حله هنا مرة أخرى:
"أمر عبد الله جعفر الإمام المقتدر بالله أمير المؤمنين أطال الله بقاه، إلى الوزير أبا الحسن علي بن عيسى أدام الله عزه، بعمارة طريق الجادة لحجاج بيت الله، لما رجا من جزيل ثواب الله، وجرى على يد القاضي محمد بن مرتضى أعزه الله، وثق له ذلك أحمد بن عبد العزيز العقبي، ومصعب بن جعفر سنة أربع وثلاثمائة للهجرة".
وقد كنت قد ذكرت في الكتاب. المشار إليه آنفًا أن هذا الحجر وجد بمنطقة بني سُلَيْم، وأخيرًا اطلعت على صورة لهذا الحجر نفسه في كتاب تويتشل الموسوم بـ "المملكة العربية السعودية" ترجمة الأستاذ شكيب الأموي، وهي مماثلة للصورة