للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ثبت على دينه وحارب بني عمه المرتدين حتى نصر الله الإسلام، كتب إليه أبو بكر الصديق في قتال الفُجاءة السُّلَمي الذي ارتد والذي أحرقه أبو بكر بالنار، فسار طريفة في طلب الفجاءة، وكان طُرَيْفَةُ وأخوه: معن بن حاجز الذي تلى ترجمته مع خالد بن الوليد، وكان مع الفجاءة، نجبة بن أبي الميثاء، فالتقى نجبة وطُرَيْفَةُ فتقاتلا، فقتل الله نجبة على الردة، ثم سار طُرَيْفَةُ مع أخيه حتى لحقا بالفجاءة السُّلَمي، واسمه إياس بن عبد الله بن ياليل، فأسره وأنفذه إلى أبي بكر، فلما قدم عليه أوقد له نارًا وأمر به فقذف فيها حتى احترق (١).

مَعْن بن حاجز السُّلَمي

كان هو وأخوه طُرَيْفَةُ بن حاجز مع خالد بن الوليد مُسلمين في الردة، وكان معن أميرًا لأبي بكر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - على بني سُلَيْم، وقد ثبته الله على الإسلام هو وأخاه طُرَيْفَة بن حاجز، وولاه أبو بكر قيادة المسلمين من بني سُلَيْم لمحاربة المرتدين عن دين الله منهم، وعندما تلقى كتاب أبي بكر بذلك استخلف أخاه طُرَيْفَةُ بن حاجز على عمله، وسار إلى المرتدين من قومه ليُنَاجزهم، وقد تقدم لنا في ترجمة أخيه أنهما قاتلا الفجاءة ووقع في الأسر، وقد أحرقه أبو بكر في ناحية المصلى - مسجد الغمامة بالمدينة (٢).

عمرو بن سفيان أبو الأعور السُّلَمي

فارس أهل الشام، وكان فيمن كفر وغدر بِرُسُلِ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهرًا يدعو على قبائل من سُلَيْم، منها رِعْلٌ وذَكوانُ وعُصَيَّةُ، وقال عنها الرسول: "عَصَتِ الله ورسوله" وسمى عمرو بن سفيان باسمه ولعنه ولعن سهلًا ذا الأسنان - الأشنان - وأبا سفيان، وأسلم أبو الأعور بعد ذلك وحضر فتوح الروم بالشام وأبْلَى ورأس هناك، ثم كان رئيس الفتنة القيسية يوم صفين بالشام. وعظيم القدر عند معاوية، ومشهور الخبر ويقول الشعر.

وأورد ابن الحجاج أيضًا أنَّ معاوية غرض بجلسائه فقال لحاجبه: أطْلُبْ لي


(١) الاستيعاب في معرفة الأصحاب - لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر، القسم الثاني، ص ٧٧٦، طبع نهضة مصر، بمصر.
(٢) الاستيعاب - لابن عبد البر، ص ١٤٤١، القسم الرابع؛ وتاريخ الطبري، ص ٤٩٢، المجلد الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>