للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي مكان آخر يذكر أن ليام زراعات في نجران وراحة، إذ يقول: من ذلك الذرة بنجران في قابل يام من ناحية رعاش وراحة يكون في قصبة الذرة مطوان وثلاثة وأكثر (١)؛ أي أن القصبة من الذرة تحمل إلى ثلاث سنابل، وهذا ليس غريبًا، ففي تهامة تجود الذرة بما لا يصدق به إلا من رآه.

[ديارها اليوم]

تمكنت يام من نجران حتى أصبح قرينًا لاسمها، فلا يذكر نجران إلا وتذكر معه، وكل من فيه وما فيه لها أو منضم إليها بالجوار والتبعية، وتوجد بطون كثيرة في نجران من غير يام يسمونها (بيع أي باعة تجار)، وسنتحدث عنهم بعد هذا.

فإذن ديار يام -حتى وإن امتدت شرقًا وشمالًا مسافات بعيدة- فإن عاصمتها نجران، وهو قلبها وسنامها، وما عداه صحار جرد إلا ما يوجد من واحات أو أودية مثل حبونن ويدمة.

ولا تبعد ديار يام جنوب نجران، إذ يحدها الجبل المشرف على نجران من الجنوب على شعوف جبل (رير) وعقبة نهوقة، ولا تبعد كثيرا شمالا إذ تقف قبل ظهران الجنوب، في الشمال الغربي، وتقف عند بدر أو وراءها بقليل، حيث تبدأ ديار قحطان، ولكنها تمتد شرقا إلى ما وراء شرورى أي ما يقارب ٤٠٠ كيلو متر من نجران، ويأتي امتدادها اللامتناهي في الشمال الشرقي حيث تأخذ على جنبات الربع الخالي من الشمال وتتوغل فيه حسب الحاجة، وتأخذ على السفوح الشرقية من جبل العرض في جنوب طويق، ثم تأخذ في الامتداد إلى ما وراء الخرج وربما أحاطت بالرياض من الشرق والشمال الشرقي ولكن ببعد في صحاري الدهناء، وتعرف هناك ببني مرة والعجمان، وقد تقدمتا في فروع يام، وتكاد قبيلة العجمان اليوم تعد منفصلة عن يام في نظر بعض الناس، ولكنها ترفض ذلك.


١ - نفس المصدر ٣٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>