للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مادة (الربذة)، وكان قد قال ذينك البيتين حول حفائر حفرها المهدي، على ميلين من جبل القُهْب، وتدعى "ذا بقر"، قال:

قَدَرٌ أحَلَّكَ ذا النخيل وقد أرى … وأبيك مالك ذو النخيل بدار

إلا كداركم بذي "بقر الحمى" … هيهات ذو بقر من الزوار!

أشجع السُّلَمي

أسهب عبد الله بن مسلم (ابن قُتَيْبَةُ) في "الشعر والشعراء" - في ذكر مقطوعات أشجع وقصائده مما يدلنا على إعجابه بشاعريته وبشعره، وقد ترجمه مُختصِرُ شَرْح التبريزي لديوان الحماسة فأفادنا بأنه: (من ولد الشريد بن مطرود السُّلَمي، وكان يكنى أبا الوليد .. شاعر إسلامي عباسي نشأ بالبصرة، وقال الشعر وأجاد فيه حتى عُدَّ من الفحول. وكان الشعر يوم نبغ في ربيعة واليمن، ولم يكن لقيس شاعِرٌ، فلما نجم أشجع وقال الشعر افتخرت به قيس، وانقطع إلى البرامكة ومدحهم، واختص جعفر فأصفاه مدحه، فأعجب به أيضًا وأمده بالمال، فَأثْرَى وحسنت حاله في أيامه وتقدم عنده، وله فيه المدائح المختارة والقصائد السائرة" (١).

وقال ابن قُتَيْبَةُ عنه: "أشجع بن عمرو" من بني سُلَيْم، وكان متصلًا بالبرامكة وله فيهم أشعار كثيرة، منها قوله في يحيى بن خالد، وكان غاب:

قد غاب يحيى فما أرى أحدًا … يأنس إلَّا بذكره الحَسْنِ

أوحَشْت الأرضُ حين فارقها … من الأيادي العظام والمنن

لولا رجاء الإياب لانصدعت … قلوبُنَا بَعْده من الحَزَنِ (٢)

ولأشجع أبيات في فائدة الإلحاح في طلب الحاجات، يقول:

ليس للحاجات إلَّا … من له وجه وقاح

ولسان طرمدان (٣) … وغدو ورواح


(١) مختصر شرح التبريزي على ديوان الحماسة لأبي تمام الطائي، ص ٣٥٤ و ٣٥٥، الجزء الأول طبع مطبعة السعادة بمصر.
(٢) الشعر والشعراء، ص ٧٥٨.
(٣) أي مفتخر بما ليس عنده ومتكثر بما لا يفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>