للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن أكن أبطأت الحا … جة عنِّي والسراح

فعليَّ الجهد فيها … وعلى الله النجاح

وله مدائح سيارة في هارون الرشيد، منها قوله:

وصلت يداك السيف يوم تقطَّعت … أيدي الرجال وزلَّت الأقدام

وَعلى عَدُوِّك يا ابن عَم مُحَمّدٍ … رصدان: ضوءُ الصبح والإظلامُ

فإذا تنبه رعته وإذا هدا .... سَلَّت عليه سُيُوفَكَ الاحلامُ

وقد ذكر الجاحظ البيتين الأخيرين: (وعلى عدوك إلخ) وقال: إنَّهُما قالهما أشجع السُّلَمي في هارون الرشيد (١).

ولأشجع أبيات في منتهى الروعة والطلاوة، مدح بها جعفر بن يحيى:

بديهتُه مثلُ تدبيره … متى هِجتَهُ فَهْوَ مُسْتجمعُ

إذا هَمَّ بالأمر لم يُثْنِهِ … هجوعٌ ولا شادنٌ أفْرَعُ

ففي كفِّه للغنى مطلب … وللسِّرِّ في صدره موضعُ

وكم قائل إذ رأى بَهْجَتي … وما في فضول الغنى أصْنَعُ

غدًا في ظلال ندى "جعفر" … يَجُرُّ ثيابَ الغنى "أشْجَعُ"

وما خلفه لامرئ مطمعٌ … ولا دونه لامرئ مَقْنَعُ (٢)

وقد ترجم عبدُ القادر البغدادي، أشجعَ ترجمة وافية، وفي هذه الترجمة زيادات على ما جاء في الكتب السالف ذكرها، ومن ذلك أن أباه تزوج امرأة من أهل اليمامة، فشخص معها إلى بلدها، فولدت له هناك أشجع، ونشأ باليمامة، ثم مات أبوه، فقدمت به أمه البصرة فطلبت ميراث أبيه وكان له هناك مال، فماتت بها وربي أشجع ونشأ بالبصرة، فكان من لا يعرفه يدفع نسبته، ثم كبر وقال الشعر فأجاد، وعُدَّ في الفحول، وكان الشعر يومئذ في ربيعة واليمن، ولم يكن لقيس عَيْلان شاعر، فلما نجم أشجع افتخرت به قيس وأثبتت نسبه، ثم خرج


(١) البيان والتبيين، ص ١٩٤، الجزء الثالث.
(٢) الشعر والشعراء، لابن قُتَيْبَةُ، ص ٧٦٠، طبع بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>