وآل مرة الذين تمتد ديارهم إلى جنوب نجد، وآل فهاد وآل دمنان وآل العرجاء، وتمتد ديارهم من هنا إلى نجران، ولبعد هذه البطون عن نجران فإن مذهبها سني لا إسماعيلي، وكذلك بقية القبائل هنا، وتقع ديارهم إلى غرب الوديعة على الحدود بين الدولتين: السعودية واليمنية، أي أن ديار همدان اليوم تمتد من التقاء الحدود اليمنية السعودية الحضرمية، بين صنعاء وعدن وشرورى إلى نجران، ثم تمتد شرقًا شماليًا إلى الجنوب شرقي الرياض بدون انقطاع، وهذه من أوسع ديار بعد قبائل عنزة وحرب (١).
[تأسيس الوديعة]
والوديعة - بالتصغير المرخم: كانت أكمة صغيرة في وسط هذه الصحراء، ولكنها منفردة لا يتصل بها شيء سموها (الوديعة) تصغير ودعة، وهو نوع من محارات البحر، تستعمله البادية في (الخط) وهو نوع من الكهانة، وقد توضع على ما يراد درء العين عنة، ولذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من علق ودعة فلا أودع الله له"، وقد يستعمل الودع في الزينة، ففي بعض البوادي ترصع البراقع بالودع، وقد شاهدت ذلك أثناء رحلاتي.
المهم في الموضوع هذا أن الوديعة سميت تشابهًا بذلك، ولصغرها صغروها.
ويمر بسفح الوديعة واد يسمى (دخين) فيه ثمد (ماء قليل) يجم وقت السيول فيظل الشتاء والربيع، ويجف في الصيف، هذا كل ما كان يعرف عن الوديعة من الحياة، ونظرًا لقربها من الحدود اليمنية فقد جعل سلاح الحدود فيها مركزًا صغيرًا سمي مركز (الوديعة).
وفي رمضان عام ١٣٨٩ هـ هاجمت قوة من الجيش العدني (جنوب اليمن) ذلك المخفر واستولت عليه بعد مقاومة بسيطة، كان قائد المخبر زميلًا لي يدعى
(١) انظر عنها: نسب حرب، ومعجم قبائل الحجاز، ورحلات في بلاد العرب.