للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صامدًا الشرارى، وكان برتبة نقيب فيما أذكر، ولم تلبث الحرب أن اندلعت بين الدولتين الشقيقتين المتجاورتين، ولم يستطيع أحد وقف سبيل نشوبها، فحدثت الحرب التي عرفت بحرب الوديعة، ولأن الاسم نقل في الصحف غير مشكل فقد قرئ (الوديعة) وبذلك تناقلتة الإذاعات فرسخ في أذهان الناس بهذا اللفظ، وطارت شهرتها حتى لم يعد أحد يسمع بها.

وبعد تلك الحرب -أو بالأصح أثناءها- ضربت وزارة الدفاع أنبوبة أرتوازية بجوار تلك الأكمة، فجاشت بماء غزير عذب، وجدنا الناس يستقون منه، ثم تأسس سنة ١٣٩٦ هـ فرع لإمارة شرورى بهذا الموضع، فبدأت البوادي تفد إلى ذلك الماء وتتعامل مع ذلك المركز، وكعادة الناس في تأمين مطلبات الحياة فقد تأسست بعض المرافق، كالوقود، وصيانة السيارات، وبعض الدكاكين.

وفي سنة ١٣٩٩ هـ تأسست أول مدرسة ابتدائية للبنين، ثم بدأ المواطنون يطلبون عمارة الأرض، وقيل أن مخططا للموقع يدرس الآن.

وقيل لنا هنا أنها تبعد عن حدود اليمن الجنوبي التي تصل إليها الدوريات من (٥٥ - ٦٠) كيلًا على أن الحدود غير محددة رسميًّا بين البلدين، واليمن الجنوبي اسم أطلق على حضر موت وعدن بعد الاستقلال سنة ١٣٨٩ هـ، ومن هنا ترى جبال حضرموت كالعرف، ظاهرة واضحة.

أما دوريات منطقة الوديعة المتجهة شرقًا إلى: الحرج وأمهات عبلة والخرخير (١)، كذا قال الشيخ محمد بن ناجي المري اليامي أمير مركز الوديعة، وقال إن هذه المواقع تبعد من هنا إلى الشرق قرابة (٨٠٠) كيلًا، وهى بين الرمل (الربع الخالي) وحضرموت.

ولما وصلنا إلى مركز إمارة الوديعة وجدنا أميرها في المكتبة، وكان مزدحمًا بالناس، فاختصرنا في غرفة خاصة، ومنه أخذنا ما قدمنا من معلومات.


(١) تبعد الخرخير ٤٤٠ كيلًا شرقي شرورى إلى الشمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>