للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - أن المساعيد كانوا من القبائل القوية منذ مطلع القرن السابع الهجري وكانوا يتقاضون أموالا من سلاطين المماليك، وكان المساعيد من قبائل الربع الأول في درب الحاج الذي امتد من بركة الحاج بأطراف القاهرة إلى العقبة الأردنية، كما كانوا من قبائل الربع الثاني الذي امتد من العقبة إلى الأزلم على ساحل الحجاز (المملكة العربية السعودية).

قلت: وهذا ما حدث بعد أن أخذ المساعيد يمتدون نحو الديار المصرية في بداية القرن الثامن الهجري بعد أحداث مذبحة غزة.

٤ - أننا نجد قبيلة أولاد سليمان من الأمراء المساعيد تتكاثر في جنوب الطور في خلال القرن الثامن والتاسع والعاشر الهجري، وقد ورد ذكر لبني سليمان ووجودهم في بلاد الطور منذ أوائل القرن الثامن الهجري، وهذا يؤكد أن أحداث المساعيد مع بني عُقبة قد دارت رحاها في القرن السابع الهجري، وأحداث مذبحة غزة ومقتل المنطار في آخر القرن السابع أو مطلع القرن الثامن الهجري.

[التفصيل عن المساعيد في الديار المصرية]

[تمهيد]

ذكر الجزيري في منتصف القرن العاشر الهجري أن المساعيد من قبائل الشرقية وعدهم من بدنات صبي الباب وهو نائب أمير العايد (جُذام) في الشرقية وعادتهم ثلث حمل السويس وكامل حمل الأزلم وغالب حمل عقبة إيلة، وذكر أن قبيلة أخرى من المساعيد تقطن بنواحي رأس النقب والعقبة في شمال غرب الحجاز قال: "ومن أكابرهم عتيق بن مسعود بن دغيم وعليان بن مشور وعمران بن حويران من الحوارنة". وقال في موضع آخر: "وأما عربان المساعيد فهم أصحاب درك مُبشِّر الحاج في العود، منهم عتيق بن مسعود بن دغيم وعيسى قريبه وعليان بن مشور بن دغيم، ولهم عن درك الباب والضبة بخان عقبة إيلة قديمًا سبعة وأربعون دينارا، وهي مستمرة الصرف إلى تاريخه، ثم تقرر لمسعود بن دغيم في الأيام المُظَفرية إنعامًا عليه خمسون دينارًا استمرت بيد ولده من بعده، واعلم أنه مُبشِّر الحاج لهذه الطائفة، فمتى جهز أمير الركب مُبشِّره إلى القاهرة بالعود ولم يدفع لهم عادتهم ويرضي خاطرهم على ذلك توجهه على خطر كبير، كما اتفق مثل ذلك مرارًا عديدة وعاد الجاويش وهو مسلوب ومجروح ولم يقدر على التوجه

<<  <  ج: ص:  >  >>