للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض ما قاله الدكتور إحسان عباس عن اجتياح بني همل للمغرب (*)

قال عن خزرون بن خليفة بن وروا (٤٢٩ - ٤٣٠ هـ) في طرابلس الغرب:

يذهب التجاني إلى أن الوالي السابق سعيد بن خزرون قتلته زُغبة سنة ٤٢٩ هـ، وقد استشكل ابن خلدون على هذا؛ لأن زُغبة لم تصل إفريقيا إلا بعد سنة ٤٤٠ هـ إلا إذا كان بعض بطونها قد هاجر في تاريخ مبكر، وهذا شيء لم يرد عند أحد من المؤرخين (١)، وعلى الرغم من أن ابن خلدون يثير هذا الاعتراض فإنه هو نفسه يتحدث في غير موطن من كتابه عن قتل زغبة لسعيد بن خزرون (٢)، وإذا أخذنا بهذا الرأي وجب علينا أن نجعل حكم سعيد بعد سنة ٤٤٣ هـ، أو أن نفترض أن سعيدا الذي قتلته زغبة شخص غير الذي تقدم ذكره، أترى أن التجاني حين ذكر ٤٢٩ هـ كان يعني ٤٤٩ هـ؟ إذا صح هذا تغير تاريخنا للفترة التي حكم فيها بنو خزرون بعد سعيد.

وأيا كان المسؤول عن مقتل سعيد فإن الذي خلفهُ هو خزرون بن خليفة حفيد وروا، المتقدم الذكر، وكان أبو الحسن بن المنمر الثائر على التشيع من أكبر شخصيات طرابلس الدينية، ففتح المدينة له فدخلها وأقام فيها أشهرا، ثم لما كان شهر ربيع الأول من سنة ٤٣٠ هـ وصل المنتصر بن خزرون يقود عساكر زناته، ففرَّ خزرون بن خليفة من طرابلس ودخلها المنتصر وعاقب أبا الحسن بن المنمر بمصادرة أملاكه وبنفيه من البلد ونكل بأقاربه وعذبهم (٣).

وقال عن المنتصر بن خزرون (٤٣٠ هـ - ٤٦٠ هـ) مع بني هلال:

في أيامه جدد المعز محاولاته لأخذ طرابلس فهاجمها في عام ٤٣٠ هـ، فبرزت إليه زناته وهزمته، وكانت أخته أم العلو بنت باديس في الأسرى، غير أن


(*) تاريخ ليبيا منذ الفتح العربي حتى مطلع القرن التاسع الهجري - دار ليبيا للنشر والتوزيع - بنغازي ط ١٩٦٧ م/ ١٣٨٧ هـ.
(١) ابن خلدون: ٧: ٤٣.
(٢) انظر مثلا: ٦: ٤٠.
(٣) رحلة التجاني: ٢٦٧، وأن وفاة ابن المنمر سنة ٤٣٢ هـ تحتم أن يكون خزرون قبل هذه السنة وأن يكون صاحب طرابلس حينئذ هو المنتصر، إلا أن يكون هناك اضطراب آخر في حكاية هذه الوقائع.

<<  <  ج: ص:  >  >>