للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أطنب إبراهيم باشا رفعت في وصف ما لاقاه وهو أمير الحج المصري سنة ١٣٢٦ هـ - من أهوال إخلال قبائل حرب بالأمن بين المدينة ومكة أثناء عودة المحمل المصري من المدينة إلى ينبع، وقد اضطرهم القتال الذي نشب بينهم وبين بعض قبائل حرب بعد آبار درويش إلى العودة الإجبارية إلى المدينة بعد ما خسروا بعض القتلى من الجند وبعد أن نفقت بعض ركائبهم، نتيجة تبادل إطلاق النيران الحامية بينهم وبين أولئك الأعراب (١).

كما أنه ذكر في بيان خاص مفصَّل مكافآت أعراب حرب في طريق المدينة - مكة، أو مرتباتهم التي كانت تؤدى من مصر، لتأمين سلامة المحمل أثناء عبوره لديارهم إلى مكة (٢)، ولم ألحظ بين هؤلاء اسمًا لبني سُلَيْم.

ونحمد الله تعالى ومن حق قبائل حرب أن تحمده معنا، فقد انتشلتهم الحكومة السعودية من هذه الأوضار وأزالت معالم إخلالهم بالأمن، وعوضتهم اعمالًا وتعليمًا لأبنائهم ووظائف في الدولة وصناعات يقومون بها، فتدر عليهم رزقًا حلالًا وافرًا، يرفع من مستواهم الاجتماعي والصحي والاقتصادي، ويجعل منهم أعضاءً نافعين في جسم الأمة.

[يمتنعون ثم يقتنعون]

حينما ظهر الإسلام في جزيرة العرب كانت قريش في مكة تكيد له جهرًا وسرًّا، وتقف منه موقف العداء السافر، وحاولت أن يمتد هذا الموقف من الإسلام إلى سائر قبائل العرب في شبه جزيرة العرب، وكان من الميسور لهم أن يقوموا بالدعاوة السلبية ضده؛ لأنَّ سِدانة الكعبة ومشاعر الحج كانت بأيديهم، فهم ذوو مكانة دينية مرموقة لدى عرب الجاهلية، يضاف إلى ذلك مكانتها التجارية والاجتماعية.

وكانت بنو سُلَيْم من أحلاف بني أمية وقريش في جاهليتهم، وكان بعضهم شركاء لبعض في تجاراتهم، وقد تصاهر بعضهم مع بعض، فلا غرو إذا سَرَت


(١) مرآة الحرمين لإبراهيم رفعت، ص ٢١١ وما بعدها، الجزء الثاني، طبع مطبعة دار الكتب المصرية، سنة ١٣٤٤ هـ - ١٩٢٥ م.
(٢) المصدر السابق، ص ٢٣٨ - ٣٤٤، الجزء الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>