الطرفين في بلاد خثعم، انتصر فيها أبرهة، وأسر نفيل، وأبقاه حيا ليكون دليله إلى مكة، وقد سار معه حتى بلغ الطائف.
[٣ - يوم القرن]
يوم وقع بين خثعم وعامر ضمن سلسلة العداء بين الطرفين، وكان هذا اليوم لعامر، وقرن المشار إليه اسم جبل، يقول ابن الرمة في هذا اليوم:
فيوم القرن نصّت ألف قيس … ثلاثونا فأجلوا نادمينا
[٤ - يوم فيف الريح]
من أيام العرب المشهورة، وقع بين بني عامر بن صعصعة من هوازن، وبني الحارث من مذحج -لمذحج على عامر-، إذ كانت بنو عامر تطلب بني الحارث بن كعب بن عمر بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب، بأوتاركثيرة، فجمعٍ لهم الحصين بن يزيد الحارثي، وكان يغزو بمن تبعه من قبائل مذحج، فجمع جيشا من بني الحارث وجعفى وزبيد وقبائل سعد العشيرة ومراد وصداء ونهد، واستعانوا بقبائل خثعم، فخرجت شهران وناهس وأكلب، عليهم أنس بن مدرك، وأقبلوا يريدون بني عامر، وقد أخذوا معهم النساء والذراري حتى لا يفروا من القتال، فإما تحقق لهم النصر وإما ماتوا جميعا، ولا شك أن خروج النساء تقليد قديم وقد يكون الهدف منه عدم التراجع حتى لا يظهروا أمام نسائهم بمظهر المزومين أو الفارين من ميادين القتال، إذ من العيب عند العرب فرار الرجل أمام أعدائه، وقد اجتمعت بنو عامر إلى زعيمها عامر بن الطفيل الكلابي العامري، وبادر بتطبيق سياسة الهجوم، فلما دنوا من القوم صاح الرقباء مخبرين بقدوم عامر وجيشه، فقال أنس بن مدرك لقومه من قبائل خثعم، انصرفوا بنا، ودعوا هؤلاء، يعني بني الحارث بن كعب وبني عامر- فإنهم إنما يطلب بعضهم بعضًا، ولا أظن عامرًا تريدنا، فقال لهم الحصين بن يزيد الحارثي: افعلوا ما شئتم فإنا والله ما نراد دونكم، وما نحن بشّر بلاء عند القوم فانصرفوا إن شئتم، فإنا نرجوا ألا نعجز عن بني عامر، فرب يوم لنا ولهم قد غابت سعوده، وظهرت نحوسه، فقالت قبائل خثعم التي مع أنس، إنا كنا