للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قاله صاحب كتاب العرب والعروبة (١) عن بني هلال وبني سُلَيْم من القرن الخامس حتى الرابع عشر الهجري

[تدفق القبائل والأرومات العربية وانتشارها في المغرب العربي]

لقد أخذت القبائل والأرومات العربية تنساب إلى بلاد المغرب منذ عهد مبكر من القرن الأول الهجري، حيث بدأت حركات الفتح تتجه نحو هذه البلاد في الثلث الأول من هذا القرن بعد أن استتب السلطان العربي في مصر، ثم أخذ الانسياب يقوى في أواسط هذا القرن وأواخره ثم في أوائل القرن الثاني الهجري - في عهد الدولة الأموية - حتى كاد يكون سبيلا متمثلا بما تدفق على هذه البلاد من جيوش عديدة بأعداد كبيرة في عهد معاوية ثم في عهود عبد الملك وأولاده الوليد وسُلَيْمان وهشام حتى أمكن توطيد السلطان العربي الإسلامي في هذه البلاد نهائيا على ما مر بيانه.

ولقد كان بنيان الجيوش العربية قبيليا حيث كانت تتألف من كتل متكتلة على بعضها، كل كتلة تنتسب إلى قبيلة من القبائل العربية من جهة وكانت الكتل كثيرا ما تصطحب معها نساءها وأولادها ومتاعها على ما كان من أمرها حينما خرجت من الجزيرة في موجة الفتح الكبرى من جهة ثانية.

وقد ذكر لسان الدين الخطيب وزير بني الأحمر المشهور في كتابه الدولة النصرية (٢) أسماء كثير من القبائل أو جماعات القبائل العدنانية والقحطانية التي انتقلت من المغرب الأقصى إلى الأندلس حينما وجه موسى بن نصير حملاته لفتحها في أواخر القرن الأول الهجري مثل: قيس وعبس وأشجع وباهلة وسُلَيْم وجديلة وكلاب وعُقيل وهلال وثقيف وعك والأوس والخزرج وغسان والأزد وبجيلة. وخثعم وكندة والسكاسك وجُذام وخولان ومذحج وحِمْيَر وهمدان وكلب وحضرموت وجهينة، مما يدل على أن هذه القبائل أو جماعات القبائل كانت ممن تألفت منها حملات الفتح التي وجهت إلى بلاد المغرب واستقرت في هذه البلاد


(١) العرب والعروبة في حقبة التغلب التركي ج ٣ من القرن الثالث حتى القرن الرابع عشر الهجري لمحمد عزت دروزة.
(٢) ص ١٦، ١٧ المطبعة السلفية، وانظر تاريخ ابن خلدون ج ٤ ص ١١٦ - ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>