للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شمر بن عبد الله الخثعمي]

كان أحد بني قحافة من شهران، كان من المقربين عند معاوية طلبه في ابن عمه كريم بن عفيف الخثعمي فأجابه المنزلته عنده، ذكره الطبري فقال: "قام شمَّر بن عبد الله من بني قحافة فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي ابن عمي قال: هو لك، غير أني حابسه فكان يرسل إليه بين كل يومين فيكلمه، وقال له: إني لأنفس بك على العراق أن يكون فيهم مثلك، ثم إن شمَّرا عاوده فيه فقال: نمرك على هبة ابن عمك، فدعاه فخلى سبيله على ألا يدخل إلى الكوفة ما كان له سلطان فقال: تخير أي البلاد أحب إليك أن أسيرك إليها، فاختار الموصل، فكان يقول: لو قد مات معاوية قدمت المصر فمات قبل معاوية بشهر" (١).

[عبد الله بن أبي علقمة الخثعمي]

أحد رواة الطبري، روى عنه نقلًا عن أبي مخنف أخبار خَثْعم وغيرها، وقد ورد اسمه في ثلاثة عشر موضعا من تاريخ الطبري. ومن ذلك قوله: "قال هشام قال أبو مخنف: حدثني أبو علقمة عن قبيصة بن عبد الرَّحمن القحافي من خَثْعم قال: أنا والله شاهد عبيدة بن هلال؛ إذ تقدم فتكلم فما سمعت ناطقا قط ينطق ابلغ ولا أصوب منه وكان يرى رأي الخوارج" (٢).

[الخثعمي]

هذا الرجل من عبَّاد خَثْعم، لَمْ تذكر مصادر التاريخ التي تحت يدي اسمه وإني ذكرت قصته وشجاعته أمام الحجاج، فعندما دخل الحجاج الكوفة أجلس مصقلة البعدي إلى جنبه -وكان خطيبا- فقال: اشتم كل امرئ بما فيه، فإن كنا أحسنا إليه فاشتمه بقلة شكره ولوم عهده، ومن علمت منه عيبا فعبه بما فيه وصغر إليه نفسه. وكان لا يبايعه أحد إلَّا قال له: أتشهد أنك قد كفرت؟ فإذا قال نعم بايعه وإلا قتله. فجاء رجل من خَثْعم قد كان معتزلا وراء الفرات فسأله عن حاله، فقال: ما زلت معتزلا وراء النهر، منتظرا أمر النّاس حتى ظهرت لأبايعك


(١) المصدر نفسه، ج ٥، ص ٧٦.
(٢) ج ٥، ص ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>