فهو معدن الجود والكرم والمقصد الذي لا يخيب مَنْ أمّه وهو غاية الطلب وموسم أهل الأدب، قبلة الوفود وكعبة السياحة والجود، نادر الزمن ونابغة بني حسن ورب الفصاحة واللسان ويقصر عن مداه كل لسان، ولو جاء بالبيان عجزت الفصحاء عن إدراك بعض أوصافه كما قصر باع السالفين عن أوصاف أسلافه.
فهو مجمع الأدباء ومأوى الغرباء، كأنما هو مغناطيس أنفسنا فحييت ما دار دارت حوله الصور.
ترى الناس أفواجا على باب إلا سما … وكم سائل قد حل ساحته العظما
هذه شهادة معاصرة له -يرحمه اللَّه- اختصرنا منها الكثير.
[وفاته]
توفي -عليه رحمة اللَّه- بسلانيك بوباء الطاعون عام ١٢٣٣ هـ شهيدًا طريدًا عن بلاده ثمنا لمؤامرة حيكت عليه بين شخص من مجاوري بيت اللَّه الحرام ويدعى أحمد تركي وبين محمد علي باشا الألباني حاكم مصر.
ومدة إمارته على الحجاز حوالي ٢٧ عامًا.
[ذريته]
خلف الشريف غالب -عليه رحمة اللَّه- ذرية مباركة من الأولاد منهم من تملك بعده فترة ملك الحجاز وهم اليوم يعرفون بآل غالب وهم الأشراف الكرام أصحاب الحسينية والمثناة وجياد. وقد خلف كلا من الآتي:
١ - الشريف عبد المطلب كان أميرًا لمكة من ١٢٤٢ إلى ١٢٤٤ هـ ثم من ١٢٦٨ إلى ١٢٧٠ هـ ثم من ١٢٩٧ إلى ١٢٩٩ هـ راجع أمراء البلد الحرام خلاصة الكلام).