للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" حاتم الطائي" (١)

هو: حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج من طيئ، وأمه غنية بنت عفيف من طيئ أيضًا، ويكنى حاتم: أبا سفانة وأبا عدي، كني بذلك بابنته سفانة وهي أكبر ولده وبابنه عدي، وله من الأولاد أيضًا: عبد الله، وثلاثتهم من زوجة النوار وعقب حاتم من ولده عبد الله، أما عدي فليس له عقب من الذكور، وقيل أن حاتما تزوج ثانية من (ماوية بنت عفرز) من بنات ملوك اليمن، وكانت تحب الكرم والكرماء ولم تنجب له أولادا وكان حاتم جوادا، شاعرا جيد الشعر، وكان حيثما نزل عرف منزلة وكان ظفرا إذا قاتل غلب، وإذا غنم أنهب، وإذا سئل وهب، وإذا ضرب بالقداح سبق، وإذا أسر أطلق.

ومر في سفره على قبيلة عنزة وفيهم أسير، فاستغاث به الأسير ولم يحضره فكاكه فاشتراه منهم وأقام مكانه في القيد حتى أدى فداءه.

وقسم ماله بضع عشرة مرة.

قال أبو عبيدة: أجود العرب ثلاثة: كعب بن أمامة، وحاتم طيئ، وهرم ابن سنان صاحب زهير بن أبي سُلمى.

وكان لحاتم قدور عظام بفنائه لا تنزل عن الأثافي، وإذا أهل رجب نحر كل يوم وأطعم ولم يكن هذا الجود والسخاء غريبا عن نشأة حاتم، فقد ولد في أسرة كريمة تميزت فيها الأم بالكرم، فورث حاتم من أمه هذه الصفة، حتى كأنها امتزجت مع حليبها في خلايا جسده فأصبحت صفة طبيعية، وسجية خلقية له، ففي كتاب السيرة النبوية لابن كثير:

كانت غنية بنت عفيف بن عمرو بن امرئ القيس أم حاتم طيئ لا تمسك شيئا سخاء وجودا، وكان إخوتها يمنعونها فتأبى، وكانت امرأة موسرة، فحبسوها في البيت سنة يطعمونها قوتها لعلها تكف عما تصنع، ثم أخرجوها بعد سنة، وقد ظنوا أنها قد تركت ذلك الحق، فدفعوا إليها صرمة من مالها وقالوا:


(١) الأعلام للزركلي ٥/ ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>