للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عند شعب طخفة فدارت الدائرة على ابن ماء السماء وجيشه فانهزموا شر هزيمة ووقع رئيسهم ابن ماء السماء في الأسر هو وعمة ولم تفدهم مراكزهم السياسية والاجتماعية ولا كتائب الصنائع والوضائع، وعلى الباغي تدور الدوائر حيث قتل منهم خلق كثير وأسر خلق كثير كذلك، فقال الملك للزعيم اليربوعي (شهاب بن قيس اليربوعي الحنظلي - التميمي) إن أدركت ابني وأخي حيين فلبني يربوع حكمهم وردافتهم واترك لهم من قتلوا ونهبوا بدون فداء. فأطلق اليرابيع سراحهما ولم يمسا أحدا منهم بسوء ووفى لهم الملك بما وعد وسجل التاريخ هذا اليوم المبارك من أيام العرب في الجاهلية لأجل هذه الوقعة المشهورة وكما يقال: (اعمل يا أبا زيد والناس تنبئ) وقد سجل الشعراء اليرابيع منهم (شريح بن الحارث اليربوعي) إذ قال من قصيدة طويلة يفتخر بها بانتصارهم على آل محرق في يوم طخفه مبينا ما جرى على عدوهم منهم حيث قال:

وكنت إذا ما باب ملك قرعته … قرعت بآباء ذوي حسب ضخم

بأبناء عتاب وكان أبوهم … على الشرف الأعلى بآبائه ينمي

هم ملكوا أملاك آل محرق … وزادوا أبا قابوس رغما على رغم

وقادوا بكرة من شهاب وحاجب … أنوف معد بالأزقة والخطم

على جدهم جد الملوك وأطلقوا … بطخفة أبناء الملوك على حكم (١)

١ - يوم آراب (٢)

علمنا فيما تقدم اشتباك فريق من بني يربوع من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم يوم طخفة وانتصارهم على أعدائهم، فأعاد المناذرة الكرة مرة ثانية علي بني تميم يوم آراب فانتصر فيه المناذرة بزعامة عمر بن هند، على تميم، وهو العام الذي تولى فيه الحكم أي عام ٥٦٣ م بعد يوم طخفة بنحو ٤٩ عاما وقبل مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو ثماني سنوات - وهكذا الحرب سجال - يوم لك ويوم عليك، كما يقال.


(١) انظر: النقائض ج ٣ ص ٣٠٠.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>