للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخول بنو سُلَيْم إلى سوف

هم بنو سُلَيْم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن عدنان.

وكانوا بطونا كثيرة جوالة في إفريقيا من زمن دخول العرب أو بعدهم بقليل إذ الكثير منهم التحقوا بالهلاليين حين دخلوا فكان منهم في نواحي طرابلس بنو ذباب ومنهم آل سليمان وبنو وشاح والمحاميد الذين منهم غومة المحمودي الذي دخل صحراء سوف في عهد الأتراك العثمانيين، وكذلك منهم النوافلة والبركات والبلابيش والبشرة والحوَّتة وبشرقيهم البهجة والأفراد والهنادي وبغربيهم النوايل وأولاد سنان، ومنهم بداخل إفريقيا جميع الباقين.

ففي حدود عام ٨٣٥ هـ الموافق ١٤٣٢ م أتى جماعة من المحاميد وجماعة من النوافلة إلى ضواحي القيووان فنزلوا بغربيها.

قال القدماء: بلغنا أنه كادت تتألف منهم عصابة تشاقق الحكومة لميل الناس إليهم ووثوقهم بقوة شوكتهم وعدم لينهم فنزلوا على الدواودة مستجيرين بهم عندما بلغهم أن السلطان سيقاتلهم وأنه يقبل شفاعة الدواودة من مرداس رياح لجاههم عنده.

أقول: كان الوالي في ذلك العهد هو محمد المنتصر بن المنصور بن أبي فارس عزور أو كان أبوه المنصور لكن كلام القدماء يناسب الأول.

قال في الخلاصة النقية: "خرج من محلته أبو زكريا بن أبي عبد الله وأخوه والتفت حولهما الأعراب فوجه السلطان (محمد المنتصر) عسكرا لحفظ الحاضرة (تونس) واستدعى أخاه عثمان من قسنطينة وكان خلفه عاملا بها ورجع إلى الحاضرة وعقد لأخيه المذكور على حرب الأعراب فكانت بينهم حروب طويلة. وقدم أولاد أبو الليل منهم لقتال السلطان ونزلوا بسبخة باب خالد والسلطان على حاله من المرض يركب لقتالهم كل يوم حتى بلغهم قدوم المولى عثمان فأجفلوا ولقيهم فهزمهم ورجع ظافرا، ولما رأى الأخوان اعتلال حالهما تطارحا على شيخ الدواودة فقدم بهما شفيعا إلى الحاضرة فقبل السلطان شفاعته ثم اعتقلهما حتى هلكا .. إلخ".

<<  <  ج: ص:  >  >>