وقد يؤيد هذا شعر خليفة المذكور الذي بالجزء الثاني عشر من كتاب "تغريبة بني هلال"، ونصه:
قال الزناتي والزناتي خليفة … تونس مدينتنا ونحن كبارها
من نسل حِمْيَر وأهل تُبَّع نسبتي … نتلو كتاب الله في أسرارها
وفي رواية أخرى:
قال الزناتي والزناتي خليفة … تونس مدينتنا ونحن كبارها
من نسل حِمْيَر وأهل تُبَّع نسبتي … نتلو كتاب الله في أمحالها
قال القدماء: ومن ذلك المحل خرج بنو هلال وبنو زناته وطافوا أكثر أنحاء إفريقيا وآخر العهد بهم كان في بحيرة نيني التي بقرب عين البيضاء بالأوراس الآن، فقتل ذياب خليفة هناك وجرح فرسه جرحا بليغا حتى صارت تئن منه، فقال لها قائدها: نيني يا البيضاء نيني، ثم ماتت في العين التي بشمال الجبل بانحراف إلى الشرق فسمي ذلك المكان: عين البيضاء، وبنيت فيه قرية تسمى بذلك المحل هي الآن آهلة عامرة.
ويؤيد ما تقدم ما هو مذكور في أول الجزء العاشر من كتاب "تغريبة بني هلال"، وما هو في كتاب "رحلة بني هلال" من أن الهلاليين وصلوا إلى وادي رشاش وانتقلوا منه إلى ما وراءه، وبعد زمن تفرقوا في الزاب وما يليه، ومنهم بالجريد عائلات، وبتقرت وبسوف مع طرود كثير ومع غيرهم أكثر في أرض الجزائر.