للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَنُو الخَطَفَى والخَيْلُ أَيَّامَ سُوْفَةٍ … جَلَوْا عَنْكُمُ الظَّلْمَاءَ فَانْشَقَّ نُورُهَا

بالفاء يروي، وفي شعر الراعي المقروء على ثعلب:

تَهَانَفْتَ واسْتَبْكَاكَ رَسْمُ المَنَازِلِ … بِقَارَةِ أَهْوَى أَوْ بِسُوقَةِ حَائِلِ

صواب الاسم سوفة -بالفاء- وورد مصحفًا بالقاف في كثير من الكتب - وورد مثنى في شعر دريد بن الصمة الذي أورده البكري مصحفًا سوقتين.

فَإِنَّا بَيْنَ غَوْلٍ أن تَضلُّوا … فحائِلِ سُوقَتَيْنِ إلى نَسَاحِ (١)

وهو يقصد سوفة، لأنه أضاف حائلا إليها، وحائل -كما تقدم الكلام عليها- صحراء واسعة تقع سوفة فيها، وسوفة تشاهد عن بعد لها رأسان بارزان، ومن هنا يظن الراثي أنهما أكمتان، وهي في الواقع واحدة، قال الهمداني (٢) - بعد كلامه على سواد باهلة: وعن يمين سواد باهلة بطن حائل وهو بلد مثل يد المصافح، ويرى فيه الراكب من مسيرة نصف نهار، في وسطه رميلة يقال لها رملة الأطهار، وفي أعلاه سوفتان ويحفه رمل جراد، وهو منقطع وحده بين المرُّوت وبين جراد إلى آخر ما ذكر - وحائل والمروت تنزله بطون من بني عامر، ومن باهلة ومن تميم، كما تقدم في الكلام على حائل، وسيأتي في خبر الصحابي الباهلي جهم بن كلدة: لما أتانا نعي النبي -صلي اللَّه عليه وسلم- ونحن بسوفة وهي جرعاء من أرض باهلة فقوض الناس بيوتهم.

ولا تزال سوفة معروفة بهذا الاسم، تقع في الشمال الشرقي من بلدة القويعية، وأقرب المناهل منها الحرملية غربها بما يقارب عشرين كيلا، ودلقان شرقها، وهي واقعة في صحراء واسعة تعرف الآن باسم حدباء قذلة، وتقدمت الإشارة إلى أن هذه الصحراء هي ما يعرف قديمًا باسم حائل.

[الشببيكة]

تصغير الشبكة، والشباك البئار الصغار في بطون الأودية وفيها ماء كثير (٣)، فهي في الأصل وصف، ولهذا كثر إطلاق الاسم على مياه عدة.


(١) "معجم ما استعجم" رسم (نساح) وتقدم في رسم (السرداح).
(٢) "صفة جزيرة العرب": ٢٩٣.
(٣) "بلاد العرب": ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>