ويحسم هذا الهراء وذلك الالتباس والظلم الذي قيل عنَّا، وإن ما نُجِ بالباطل لابد من محوه في أواخر هذا القرن الميلادي، الذي ظهر فيه الهَرج والمَرج والغلط والخلط عن نسبنا الذي كان محققًا بدون تمحيص يصدر رأيا من عنده خطأ، وإن هذا الموضوع بات حساسًا ومصيريًا لتقارب المسافات وتزايد المعارف ووسائل الاتصال والاحتكاك بين القبائل في أرجاء البلاد العربية، وهذه رغبة مشروعة لنا لتثبيت عنصرنا العربي الكريم.
وإن إيماني راسخ بما حققته ميدانيا وتاريخيا عن قبيلة الحويطات، وإنني بإعلاني هذا التحقيق في بداية الموسوعة أنفذ قول النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حديثه لمن يعرف الحق ولا يعلنه للناس قال:"الساكت عن الحق شيطان أخرس". صدق رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وقال تعالى في كتابه العزيز:{ … وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[البقرة: ٢٨٣].
[إيضاح عن التحليل التاريخي الماثل في نسب الحويطات الأشراف]
أولًا: بالنسبة لحويط الجد المؤسس للحويطات بعد منتصف القرن التاسع، بعد تتبع المخطوطات أو المصنفات المحققة عن شجرة الأشراف القرشيين تبين أن حويطًا من نسل الأشراف الحسينيين في المدينة المنورة، ولم يظهر نسل لحويط أو ذكر أبناء له إطلاقًا في شجرة الأشراف التي دونت حتى القرن العاشر الهجري، وهذا يؤكد التحقيق التاريخي والميداني لما تواتر عند ثقات الرواة من الحويطات في عدة بلاد عربية، أن جدهم حويط كان في عمر الصبا وقد تزوج في العقبة من بني عطية وتكاثر نسله بطريقة عجيبة وسريعة خلال بضع عشرات من السنين ظهروا الدنيا العشائر، وأبناء حويط لَمْ يكونوا سفهاء فلم ينسوا منبعهم الحقيقي في الأشراف، ولم ينصهروا في بني عطية رغم شيوع نسبهم عند البعض من العطاونة أنهم ضمن بني عطية، وذلك في طور نماء عشيرة الحويطات إبان القرنين التاسع والعاشر، مما خلق الالتباس عند الرحَّالة في الحجِّ وأولهم الجزيري في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري.