للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسم الثاني: قبائل حِمْيَر

تتفرع حمير فرعين: مالك، والهميع. وقبل أن نتناولهما بالبحث نتحدث عن حِمْيَر بوجه عام.

عرفت حِمْيَر الحياة المدنية منذ زمن بعيد وكان منها ملوك اليمن من التبابعة إلا من تخلل في خلال ملكهم في قليل من الزمن (١). وعندما دخلت المسيحية بلادها في القرن الرابع الميلادي كانت هناك مجامع يهودية عديدة، وقد غزاها الأحباش في القرن الثالث، وظلوا يحكمونها حتى بداية الثلث الأخير من القرن السادس عندما سقط حكمهم وقام الاحتلال الفارسي العسكري الذي قضى عليه الإسلام. وعلى كل حال فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لما أرسل رسوله الأول إلى اليمن كانت مملكة حِمْيَر قد دالت منذ زمن بعيد، وتقبل زعماء حِمْيَر الدين الجديد بغير معارضة جديرة بالذكر (٢).

واشتركت حِمْيَر في فتح مصر، واختطت بالفسطاط قبلي خولان وشرقيها. ومن المهم أن نلحظ أنها سكنت مع المعافر في موقعها الممتاز فوق الجبل. وكانت تذهب إلى الصعيد الأدني ترتبع في بوصير وقرى أهناس. في حين ذهبت طائفة منهم إلى خربتا فأقامت بها مع مدلج وحالفتهم فيها فهي منازلهم (٣).

ووقفت حِمْيَر، شأنها شأن معظم القبائل اليمنية، مع ابن جحدم ضد مروان بن الحكم. ويبدو أنها قاتلت بعنف جعل عبد الرحمن بن الحكم يقول عنها أنها "كاللهب المحرق" (٤).


(١) نهاية الأرب ص ٢٠٠.
(٢) Ency. IsI. II، pp. ٣١٠ - ٣١١.
(٣) فتوح مصر ص ١٤٢،١٢٦.
(٤) الولاة ص ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>