وفي سنة ٣٨ هـ أرسل معاوية بن أبي سفيان جيشا لضرب المحميات لكن جيشه عاد إلى الشام لما علم بقدوم جيش الإمام علي بقيادة معقل الذي اتبعهم وأسر قسما منهم وفادى بهم الإمام على أسارى كانت له عند معاوية وفي حرب صفين كان معقل رئيس قومه في جيش العراق.
وفي معاركه مع الخريت بن راشد رئيس بني ناجبة أبدى معقل من الشجاعة والدراية بفنون الحرب مع الالتزام التام بما أوصاه به الإمام علي من تجنب العنف والبطش الباطل ومن لزوم التمسك بالفضائل الإسلامية الحربية. وكانت بين معقل وبين الخريت رسائل تفيض بالنصيحة والرشد والتهديد والوعيد. ورسائل بين الإمام علي وبين معقل فيها تصوير صادق للظروف التي مرت بالطيش والخارجين من بني ناجبة والنصارى الذين أرغمهم الخريت على مصاحبته في سيره.
وفي سنة ٤١ هـ قضى معقل على فروة الأشجعي الخارجي في الطف وقضى معقل على الخارجي أبي ليلى بسواد الكوفة سنة ٤٢ هـ. وفي سنة ٤٣ هـ قُتل معقل في معركته مع الخارجي المستورد بن علقمة.
[٧ - إبراهيم في أحمد الأغلب]
في سنة ٢٦١ هـ (١) لما حضر الموت محمدا بن أحمد الأغلب التميمي صاحب أفريقية عقد الولاية لابنه أبي عقال واستخلف أخاه إبراهيم لئلا ينازعه وأشهد عليه آل الأغلب ومشايخ القيروان وأمره أن يتولى الأمر إلى أن يكبر أبو عقال، ولما مات أتى أهل القيروان إبراهيم وسألوه أن يتولى أمرهم لحسن سيرته وعدله فلم يفعل ثم أجاب وانتقل إلى قصر الإمارة وباشر الأمور وأقام فيها قياما مرضيا.
فكان إبراهيم عادلا حازما في أموره آمن البلاد وقتل أهل البغي والفساد يجلس للعدل في جامع القيروان يومي الخميس والإثنين يسمع شكوى الخصوم ويصبر عليهم وينصف بينهم.