يزعم بعضهم أن طرودا جاءوا متأخرين إلى سوف وأن دخولهم كان في حدود عام ١٠٠٠ هـ الموافق ١٥٩٢ م. وهو غير صحيح بل الحق ما قلناه والصدق ما نقلناه، ففي آخر كراس من تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية ما نصه: آخر دولة بني مرين بويع الشريف على رضى من الناس واستقل بالخلافة، وعادت الخلافة في فاس إدريسية كما كانت وانقضت دولة بني مرين، وفي ثاني عشر لذي الحجة من عام ٨٦٩ هـ، خرج السلطان بمحلته وذلك في خامس عشر اغست (أوت)، ونزل بالزعترية وسار إلى بلاد ريغ (وادي ريغ) وهدم سور بلد تقرت لأجل مخالفتهم لقواده، وألزمهم مالا عقوبة لهم فدفعوه له، ثم سار إلى قرب ورقلة فقدم فيها عاملا وأخذ منها ومن بلد مزاب مالا جليلا وانصرف قافلا إلى حضرية، فوفد عليه في أثناء قفوله حفيده الأمير أبو عبد الله محمد المستنصر صاحب قسنطينة وانصرف إليها، وفي أثناء قفول الخليفة من بلاد ريغ فر من المحلة محمد بن سعيد المسكيني ولحق بطرود وطلب منهم إجارته فخشوا وامتنعوا من ذلك إلا طائفة يسيرة منهم أجاروه إلى أن لحق بمحمد بن سباع بن أبي يونس شيخ الدواودة فأجاروه ومنعوه.
فهذا دليل واضح على أن طرودا كانوا بسوف في تلك الأوقات من غير شك، وفي "الخلاصة النقية"ما يؤيد تلك الحكاية وأنها وقعت في ذلك التاريخ المذكور.
[تنازع طرود وزناته]
بعد أن وقع الخلاف بين طرود وزناته تكسبت من أجل الماء تخوف الأخيرون منهم فنشط بعضهم بعضا واجتمع رأي كبارهم على تدبير مكيدة لطرود ولم يظهروا ذلك لسفهائهم مخافة التحدث وإفشاء الخبر.