قال أبو راس:"وبلغني عمن رأى تأليفا في ذكر بني بادين أن توجين اثنان أحدهما بالواو بعد التاء شريف والآخر زناتي، والذي أعرفه من بطونهم بنو ازندار وبنو وكيمار، ومنهم فرقة كبيرة بأرضهم، الأولى إزاء جبل راشد" اهـ.
ومن أفخاذ بادين مصاب بالوطن المعروف بهم المدعو اليوم مزاب والزاي والصاد متقاربان، وفي اللسان البربري حرف يقرب مخرجه من مخارج الزاي والصاد والسين، فيختلف النطق به عند التعريب، وصاحب الترجمان المعرب من قبيلة صيان بالمغرب الأقصى يدعونه الصياني والزياني.
قال ابن خلدون:"وقصور مصاب سكانها لهذا العهد شعوب بني بادين من بني عبد الواد، وبنو توجين، ومصاب، وبني رزدال فيمن انضاف إليهم من شعوب زناتة، وإن كانت شهرتها مختصة بمصاب" اهـ.
وبنو عبد الواد الذين بمزاب من بني مطهر بن يمل بن يزقن بن القاسم، وقال أبو راس بمزاب لماية وأخلاط من صنهاجة وغيرهم.
[صنهاجة]
صنهاجة بكسر الصاد وقد تضم. قال ابن خلدون:
"هم أكثر أهل المغرب لهذا العهد، لا يكاد قطر من أقطاره يخلو من بطن من بطونهم في جبل أو بسيط، حتى لقد زعم كثير من الناس أنهم الثلث من أمم البربر" اهـ.
وكانوا فيما بين زناتة وزواوة، وانحدرت منهم أمة إلى الجنوب في أزمنة قديمة، فكثروا بالصحراء جنوب المغرب حتى عمروا ما بين غدامس شرقًا ونول غربًا والسودان جنوبًا، وتشعبت بذلك صنهاجة إلى شعبين عظيمين بقي أحدهما بالجزائر واستوطن الآخر الصحراء، وهم الملثمون، واختلفت حياتهما باختلاف الموطن.