للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنو الحارث وبنو مالك، وجنوبًا غامد وزبيد، وشرقا بادية غامد، وغربًا إمارة الليث والبحر الأحمر.

ومما يجدر ذكره أن ست قبائل من زهران تقطن حاليًا سهل تهامة زهران الخصيب، وقد نزحت إليه -كما أعتقد- هربا من المجاعات التي سادت مرتفعات السراة في العهود القديمة، فاستصلحت أراضيه الخصبة واستقرت به نهائيًا، زد على ذلك أن جزءًا كبيرًا من أفراد بعض قبائل السراة، مثل بيضان ودوس بني علي ودوس بني منهب وبني كنانة يقيمون حاليًا في تهامة، ولهم فيها مزارع لا حصر لها. وهذا يدلنا على أن أولئك الأفراد قد نزحوا إلى تهامة بسبب الجدب وكثرة النسل وأقاموا بها، ولا زالوا محافظين على تبعيتهم وانتمائهم لقبائلهم الأصلية في سراة زهران. كما يلاحظ أن لفظ (دوس) قد طغى إلى حد كبير على لفظ (زهران) في الجاهلية وصدر الإسلام، باعتبار أن دوسا تمثل جزءًا كبيرًا من زهران من حيث العدد والانتشار في بلاد زهران سراة وتهامة، وهذا ما جعل بعض المؤرخين يكتفون بذكر (دوس) بدلا من زهران، بينما ظن آخرون أن دوسًا قبيلة مستقلة تمام الاستقلال من زهران، وهذا خطأ فاحش جدًا فدوس قبيلة من قبائل زهران، وبطن من بطونها، وجزء لا يتجزأ منها (١).

وعلى هذا الأساس إذا قلنا الطفيل بن عمرو الدوسي أو الزهراني، فالنسبة في كلتا الحالتين صحيحة تمام الصحة.

[زهران وعبادة الأصنام]

كانت عبادة الأصنام هي العبادة السائدة في بلاد زهران في الجاهلية، وكان لزهران أصنامها المشهورة، شأنها في ذلك شأن قبائل العرب آنذاك، ومن أشهر تلك الأصنام: ذو الكفين وذو الشرى وذو الخلصة، وسنتحدث عن الصنم الأخير بالتفصيل.

[ذو الخلصة]

جرت عادة العرب في جاهليتها أن تشترك بضع قبائل في عبادة صنم واحد، فكان ذو الخلصة لدوس "زهران" وخثعم وبجيلة ومن جاورهم من قبائل


(١) ابن دريد - الاشتقاق - ص ٤٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>