للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرب (١) وكانت هذه القبائل تعظمه وتهدي له وتستقسم عنده بالأزلام. ويقال أن امرأ القيس بن حجر الكندي استقسم عنده بعد مقتل أبيه، فخرج السهم ينهاه عن طلب ثأره فقال:

لو كنت يا ذا الخلص الموتورا

مثلي وكان شيخك المقبورا

لم تنه عن قتل العداة زورا (٢)

وكان ذو الخلصة عبارة عن مروة بيضاء منقوش عليها كهيئة التاج، وكان يطلق عليه الكعبة اليمانية (٣) وقد أرسل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جرير بن عبد اللَّه البجلي في مائة وخمسين فارسًا إليه، فهدمه جرير وأحرقه بالنار. ولما اضطرب حبل الأمن في جزيرة العرب في العصور الأخيرة، وساد الفقر وافتقد الناس الراحة والطمأنينة، وعادوا إلى التمسح بالأحجار والأشجار رجع بعض ضعاف النفوس من رجال دوس إلى عبادة ذي الخلصة وشجرة العبلاء (٤). وبعد أن استولى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الحجاز في عام ١٣٤٣ هـ عين عبد العزيز بن إبراهيم أميرًا على منطقة الطائف، وانتدبه لقيادة حملة سيرها إلى سراة الحجاز لإخضاع بعض القبائل القاطنة بها، وبعد انتهاء الحملة من مهمتها عرجت على دوس، وذلك في ربيع الثاني عام ١٣٤٤ هـ وكانت جدران ذي الخلصة قائمة، وبجوارها شجرة العبلاء، فأحرق رجال الحملة الشجرة وهدموا البيت.

وفي عام ١٣٧٥ هـ تكونت لجنة حكومية برئاسة علي بن جنيدي، وذهبت إلى جبال دوس، وذلك لإزالة ما تبقى من صخور معبد ذي الخلصة، ويقال أن ذا الخلصة عتبة باب مسجد بتبالة بخثعم (٥).


(١) ابن هشام - المصدر السابق - ص ٩١.
(٢) الكلبي هشام بن محمد - كتاب الأصنام - ص ٣٤.
(٣) الأزرقي محمد بن عبد اللَّه - أخبار مكة - ج ١ - ص ٣٧٨.
(٤) المصدر السابق - ٣٨١.
(٥) ابن الكلبي - المصدر السابق - ص ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>