للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من الآيات التي نزلت في بنى تميم والله أعلم]

١ - تقدم أنه لما علم أكثم بن صيفي بمبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلب بعيرًا وركبه متوجهًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمات في الطريق فنزلت الآية على رأي ابنٍ عباس وهي قوله تعالى (١): {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (١٠٠)} [النساء].

٢ - وفي ترجمة الصحابي الجليل خالد بن مالك النهشلي - الحنظلي - التميمي أن القعقاع بن معبد بن زرارة كان حليمًا يشبه عمه حاجب بن زرارة فبينما حاجب جالس وإبله تورد عليه إذ أقبل خالد بن مالك النهشلي على فرس له فتسافه على حاجب فبلغ ذلك شبيب بن علقمة بن زرارة فأقسم أن لا يناصره فكلمت بنو تميم حاجبا فنهاه وتنحى، وحل محله في المنافرة: القعقاع بن معبد وخالد بن مالك إلى ربيعة بن حذار الأسدي إلى أن جاء الإسلام فوفدا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو بكر يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو بعثت هذا. وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لو بعث هذا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لولا أنكما اختلفتما لأخذت برأيكما فرجعا ولم يول أحدا منهما شيئًا في زعامة بني تميم. نزلت الآية الكريمة في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١)} [الحجرات].

٣ - وروى النُّعمان بن بشير أنه سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: إن هذه الآية في قوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)} [التكوير]، نزلت في قيس بن عاصم التميمي وذلك أنه لما أسلم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني وأدت ثماني بنات لي في الجاهلية فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: أعتق عن كل بنت رقبة فقال عاصم: إني صاحب إبل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أهد إن شئت عن كل واحدة منهن بدنة.


(١) انظر: المصدر السابق ص ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>