للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوس (*) بن ربيعة الخزاعي

شاعر من شعراء خزاعة، بلغ من العجز ما جعله يسأم عمره لكبر سنه فقال يشكو حاله:

لَقَدْ عُمِّرْتُ حَتَّى مَلَّ أَهْلِي … ثَوَائي عِنْدَهُمْ وَسَئِمْتُ عُمْرِي (١)

وَحُقَّ لمَنْ أتَى مئَتَان عَامًا … عَلَيه وَأَرْبَعٌ منْ بَعْد عَشْرِ (٢)

يَمَلُّ مَنَ الثَواءِ وَصُبْحِ يَوْمٍ … يُغَادَيه وَلَيْلٍ بَعْدُ يَسْري (٣)

فَبَلَّى جْلدَّتِى وَتُرِكْتُ شِلوًا … وَبَاحَ بِمَا أُجَنُّ ضميرُ صَدْرِي (٤)

قال الشاعر زهير بن أبي سلمى في هذا الاتجاه:

سئمتُ تكاليفَ الحياةِ ومن يَعِشْ … ثمانين حولا لا أبا لكَ يَسْأمِ

لقد سئم الحياة وتكاليفها أي مشاقها لأنه بلغ الثمانين، ومن لا يسأم لمسيرة هذا العمر الطويل وما احتمله خلالها من مصاعب وآلام، حتى أصابه العجز والوهن وانتهى به ذلك إلى أرذل العمر، فكيف بأوس الذي يخبر عن نفسه وعن عمره.

وَحُقَّ لمن أتي مئتان عامًا … عليه وأربعُ من بعد عشر

وفي هذا العمر يفقد الإنسان كثيرًا من حواسه، وخاصة القدرة على التفكير؟

بُجيد (**) الخزاعي

هو بُجيد بن عمران الخزاعي، شاعر من شعراء خزاعة، كان ممن حضر فتح مكة التي غصت برجال (٥) المسلمين وعلى رأسهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتنادى الشعراء إلى أم القرى يسجلون هذا الفتح العظيم الذي أرسى أركان الدعوة الإسلامية.


(*) حماسة البحتري ص / ١٤٧.
(١) ثوى بالمكان: أقام واستقر وأطال الإقامة به. سئم الشيء: مله وضجر منه. وأحس نحوه فتورًا.
(٢) أتى: قرب ودنا. وأتى عليه الدهر: أهلكه.
(٣) يغاديه، غدا، غُدُوًا: ذهب غدوة، ويقال اغد عني، وعليه غدوًا، وغدوة: بكر فهو غاد وهي غادية. والغادية: السحابة تنشأ فتمطر غدوة.
(٤) الشلو: كل مسلوخ أكل منه شيء وبقيت منه بقية.
(**) سيرة ابن هشام ٣/ ٤٢٨.
(٥) ذكر ابن هشام في السيرة ٣ و ٤/ ٤٢١ (كان جميع من شهد فتح مكة عشرة آلاف).

<<  <  ج: ص:  >  >>