للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معهم دون سائر بني النضر بن كنانة، ورجال خزاعة متكافئون، متضافرون، متعاونون، فعلي عبد المطلب النصرة لهم ممن تابعه على كل طالب وتر، في بر أو بحر، أو سهل أو وعر، وعلى خزاعة النصرة لعبد المطلب وولده ومن معهم على جميع العرب، في شرق أو غرب، أو حَزْن (١) أو سهب، وجعلوا اللَّه على ذلك كفيلا، وكفى به حميلا" (٢).

فقال عبد المطلب شعرًا بهذه المناسبة:

سأوصِي زُبيرًا إن أتتني منيتي … بإمساك ما بيني وبين بني عمرو

وأن يحفظَ العهدَ الوكيدَ بجهده … ولا يُلحدْن فيه بظلمٍ ولا غدرِ

همُ حفظوا الإلَّ القديم وحالفوا … أباك وكانوا دون قومك من فِهِر

وكان عبد المطلب وصى ابنه الزبير، ثم أوصى الزبير إلى أبي طالب، ثم أوصى أبو طالب العباس. أي بالحفاظ على هذا الحلف مع خزاعة.

وقال ابن الكلبي: وهذا الحلف هو الذي عناه عمرو بن سالم الخُزَاعي حين قال لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:

لا همَّ إني نَاشدٌ مُحمَّدا … حلف أبينَا وأبيهِ الأتْلَدَا (٣)

[يوم ذات نكيف]

كان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة مبغضين لقُرَيْش مضطغنين عليهم ما كان من قصي حين أخرجهم من مكة مع من أخرج من خزاعة حين قسمها رباعًا وخططًا بين قريش، فلما كان على عهد عبد المطلب هموا بإخراج قريش من الحرم وأن يقاتلوهم حتى يغلبوهم عليه، وَعَدَتْ بنو بكر على نعم لبني الهُون بن خُزيمة فاطَّردوها، ثم جمعوا جموعهم وجمعت قريش جموعها واستعدت، وعقد عبد المطلب الحلف بين قريش والأحابيش وهم بنو الحارث بن عبد مناة وبنو الهون بن


(١) الحزن: ما غلظ من الأرض.
(٢) حميلا والحميل بالحاء المهملة، وهو: المعتمد عليه وورد في مصادر أخرى جميلا: (أنساب الأشراف ١/ ٧٢).
(٣) أنساب الأشراف ١/ ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>