للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فشققتها بيني وبينه فأتزرت بنصفها. وما منا أحد اليوم إلَّا وهو أمير على مصرٍ من الأمصار، وإنه لَمْ يكن نُبُوَّةٌ قط إلَّا تناسختها جبرية (١)، وأنا أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيمًا، وفي أعين النّاس صغيرًا، وستجرِّبون الأمراء من بعدي، فتعرفون وتنكرون) (٢).

صفوان بن عمرو السُّلَمي

عقد ابن سعد في أول الجزء الرابع من كتابه: (الطبقات الكبرى) فصلًا هذا عنوانه: (الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار ممن لَمْ يشهد بدرًا، ولهم إسلام قديم وقد هاجر عامتهم إلى أرض الحبشة وشهدوا أُحدًا وما بعدها من المشاهد). وأدخل في هذا الفصل، صفوان بن عمرو السُّلَمي وقال عنه: (وهو من بني سُلَيْم بن منصور، من قيس عَيْلان، حلفاء بني كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خُزيمة حلفاء بني عبد شمس، شهد أُحدًا، وهو أخو مالك ومِدْلاج وثقاف بن عمرو الذين شهدوا بدرًا، قتل هو وأخوه مالك شهيدين في اليمامة).

وفي "الاستيعاب" أنه اختلف في شهوده بدرًا (٣)، وفيه بعد ذلك في الصفحة ٧٣٤ أنه لَمْ يشهد بدرًا وإنما شهد أُحدًا.

العباس بن مِرْدَاس السُّلَمي (٤)

أسلم العباس بن مِرْدَاس، عام فتح مكة، ووفد إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع أنس بن عياض بن رعل السُّلَمي، وراشد بن عبد ربه السُّلَمي الذي كان اسمه (غاويًا) فسماه النَّبِيّ: (راشدًا) على طريقته الجميلة النبيلة في تغيير الأسماء غير المناسبة إلى أسماء حسنة مناسبة، وقد حضر مع الرسول فتح مكة في تسعمائة ونيف من قومه


(١) معني: (تناسختها جبرية): غالبها جبروت ذوي السلطان، فإما نسختها وأزالتها، وأما غلبت عليها.
(٢) عن كتاب البيان والتبيين للجاحظ، والتعليقات عليه لحسن السندوبي، ص ٤٤ و ٤٥، طبع المطبعة الرحمانية بمصر، ١٣٥١ هـ ١٩٣٢ م.
(٣) طبقات ابن سعد، ص ١٠٤، المجلد الرابع، والاستيعاب لابن عبد البر، ص ٧٢٢، المجلد الثاني.
(٤) العباس بن مِرْدَاس ترجمة وافية في فصل الشعراء من سُلَيْم".

<<  <  ج: ص:  >  >>