نعود إلى الشيخ مطلق الجربا، فقد كان - رحمه الله - حاكما عاما في جبل شمَّر حتى حدود تيماء غربا وإلى منطقة الخوي والزوي وهي من أراضي نجد وحتى الفصيم جنوبا بدليل ما قاله الشاعر الشمَّري دندل الفهيم في مدح الشيخ مطلق:
من الحويْ للزوَيْ لباب تيما للقصيم … كلها بالسيف أخو جُوزه حواه
وهذا دليل على قوة قبيلته شمَّر حينذاك، وكان يلقب بـ (أخو جُوزه) وأحيانا زقَّام لشدة هيبته وقوته، وقد حصل صدام على ما يروى بينه وبين الإمام محمد بن سعود لعدم ولائه للدعوة في بدايتها، وأدى هذا الصدام إلى مقتل ولده "مسلط" حيث أنجب من الأبناء: مسلط وسلطان وعبد العزيز. ظل مطلق حاكما وشيخا إلى أن وافته المنية قتلا وغيلة عندما كبت به فرسه فسقط عنها وناله سهم من أعدائه أرداه قتيلا عام ١٢٢٦ هـ.
بعد أن عُمِّر وتقدم في السن بدليل قول أحد الشعراء فيه:
من ينطح العُود الكبير المجرَّبْ … لاصار هو مطلق وبالكف شامان
وشامان هو اسم سيف له، وهذه دلالة على مدى تقدعه في السن من الاحتفاظ بشجاعته وجوده وكرمه - رحمه الله.
[٢ - الشيخ فارس الجربا "راعي الإبل"]
وهو الأخ الأصغر للشيخ مطلق، وهو الذي خرج بقسم من شمَّر عن جبل شمَّر وخاصة - الخرصة - منهم وكان هذا عام ١٢٣٠ هـ بعد خلافات محلية مع جزء من القبيلة في حائل، وكان على درجة كبيرة من الشجاعة والكرم والسخاء حتى لقب ب "راعي الإبل" فكان يهبها وينحرها وهذا ديدن كرماء الناس بداية بحاتم الطائي ونهاية مما تنجبه أسرة الجربا مستقبلا، وقد استطاع أن يوجد كيانا لقبيلة شمَّر في العراق ما لبث أن امتد إلى الجزيرة السورية العليا، وتد كان له غارات وصولات وغزوات مع القبائل المجاورة حتى استطاع أن يتنزع من بعضها سيادتها وأجبرها على دفع الإتاوة لشمَّر، لقد عمل كل ما وصعه لتعبيد الطريق أمام زعامة ولده الشيخ صفوق بن فارس الأخ الأكبر لأبناء الشيخ فارس وهم: هجر وظاهر وشلاش ومحمد.