وبما أن العرب يعتمدون على الحفظ في نقل أخبارهم وأشعارهم، ولا يعتنون بالتدوين والكتابة فقد ضاع جزء كبير مما قيل في خلف بن ناحل وكرمه الذي صار مضربا للمثل عند الشعراء الذين عرفوا ابن ناحل أو سمعوا به.
وبما أن ما لا يدرك كلّه لا يترك جُلّه، فقد رأينا أنه من المناسب عند الحديث عن خلف بن ناحل أن ندوّن ما أمكن الحصول عليه من الشواهد الشعرية التي تؤيد ما سمعه دواتي وما ذكره عن شخصية خلف بن ناحل.
[وقفة مع بعض الشعراء الذين أثنوا على خلف بن ناحل]
لقد قيلت في خلف بن ناحل وأسرته أشعار كثيرة وقصائد طويلة بعضها في عصره وبعضها بعده، ومع أن كثيرًا من تلك الأشعار قد ضاعت ولم تحفظ، إلّا أننا سوف نحاول هنا إيراد بعض الشواهد لبعض الشعراء الذين شهدوا لخلف بن ناحل وأسرته بتلك الخصال الحميدة وعلى رأسها خصلة الكرم التي تميَّز بها خلف بن ناحل، مع إعطاء نبذة قصيرة عن كل شاعر. ومن أولئك الشعراء ما يلي:
[١ - حمود بن رشيد]
هو الأمير الشاعر حمود بن عبيد العلي الرشيد أحد أعيان أسرة آل رشيد حكام حايل سابقًا. وحمود بن رشيد أشهر من نار على علَم في ميدان الشعر العامي في نجد، إضافة إلى شهرته في الإمارة الرشيدية في عهد محمد بن رشيد. وقد توفى الشاعر حمود بن رشيد سنة ١٣٢٦ هـ بعد حياة حافلة بالشهرة والحوادث السياسية. وقد ترك حمود بن رشيد عددا من الأبناء والأحفاد إلا أن كثيرا منهم قتلوا في حوادث متفرقة، ولم يبق منهم سوى ذرية سليمان بن عبيد بن حمود بن رشيد وهم يمثلون اليوم إحدى الأسر الرشيدية الكريمة.
وقد قال حمود بن عبيد بن رشيد عدة أبيات اشتهر منها البيت التالي الذي صار مثلا يستشهد به كل ما ذُكِر خلف بن ناحل:
يا من خبر يحذي وهو ما كسَب شِين … يا كود ابن ناحل بماضي الزماني