للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل من الشعر لقبيلة الدواسر (١)

[(أ) بعض قصائد قيلت في الدواسر]

الشِّعر لغة التخاطب الفني بين أهل نجد في عصور العامية.

والفرد يزن حركاته بدقة حتى لا تجرح قبيلته بسببه؛ لأن الفرد صورة مصغرة من سمت قبيلته، والمجتمع يومها مجتمع عشائري، والشعر يلتقط كل شاردة وواردة بين هذه القبائل سواء أكانت العلاقة علاقة فردين من قبيلتين، أو علاقة جماعات في حرب سجال أو حرب طاحنة بين حيين.

المهم أنه ينشر سجل القبيلة من خلال فرد على سنة الشِّعر العربي الفصيح.

وإذا تأملنا صفحات من سجل تاريخ بني مجاشع أو بني التيم أو بني نمير أو بني تغلب أو بني حنيفة في ديوان شاعر كجرير وجدنا أصله ملاحاة بين جرير وبين واحد من أفراد تلك القبائل.

وشيء مما قاله الدواسر في غيرهم يأتي إن شاء الله مفرقا في هذا المجموع؛ إذ المجموع عن شعرهم.

وفي هذا المدخل أذكر شيئا مما قاله غيرهم فيهم لعلاقة ما تبين من ذكر مناسبة الشِّعر.

فمن قصيدة ابن هادي في الوداعين ولم أر أحدا أوردها غير الشيخ منديل وذكر عن مناسبتها أن ابن هادي أعطى أحد الدواسر ناقة يسني عليها فلم يردها فغضب الشيخ ابن هادي وقال هذه القصيدة، وإنما أغضبه في الواقع تنقيل كلام وصل إليه (٢).


(١) من كتاب أشعار الدواسر، جمعه محبوب بن سعد بن مدوس الفصام الدوسري (ابن جلحان) عام ١٣٥٦ هـ.
[حققه وعلق عليه الشيخ العلامة السعودي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري عام ١٣٥٧ هـ].
(٢) من آدابنا الشعبية ١/ ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>