كانت هذه البلدة في أول الأمر عامرة بآل عدوان فقط ثم اختلطت بعد ذلك بغيرهم من القبائل، وكانت قريتين اثنتين إحداهما تُسمى الرقوبة، والأخرى تُسمى سيدي خضير فخربتا وانتقل أصحابهما إلى المكان المعروف الآن.
وأهل الزقم في هذا العهد يتألفون من خمس عمائر منها الأصليات ومنها الملحقات.
[العميرة الأولى: بنو خضراء]
وينتسبون إلى قرية سيدي خضير المُلقَّبة بالخضراء تنويها بشأنها، واختلف في أصلهم فقيل أنهم من احمر خده فإن يكن كذلك فمن الراجح أن يلتحق نسبهم ببني رياح من بني هلال بن عامر.
وقيل أنهم من بني ازقن، ومنهم من ينفي ذلك.
وهؤلاء قليل عددهم لكن اختلط بهم كثير من النمامشة (١) السُّلَميين.
[العميرة الثانية: أولاد حامد]
قيل: إنهم ينتسبون إلى حامد أخي أحمد جد قبيلة أولاد أحمد فيكونون حينئذ طروديين وإخوة لأولاد أحمد أهل الوادي، والله أعلم.
وقيل نسبة إلى حامد آخر أحد أجدادهم ويذكرون أن جدهم حامدا هذا بعد أن استقر قراره بالزقم ترك ذريته بها ورجع بزوجته إلى ناحية الميتة إذ كان محبا للبادية فمات بها.
أقول: إن الذي مات بجهة الميتة هو حامد آخر أحد أجدادهم الأسافل وليس هو حامد الأول الجد الأعلى.
(١) قلت: هنا ثمة خطأ عن النمامشة والصحيح أنها قبيلة في بلاد الأوراس قرب تبسَّة يطلق عليها الشاوية أي رعاة الغنم وأصلهم من البربر، وقد ذكرها المؤرخ الجزائري أحمد توفيق المدني في تاريخ الجزائر المطبوع عام ١٣٥٠ هـ / ١٩٣١ م من قبائل البربر المتعربة.